تاريخ الصناعة في فلسطين

اقرأ في هذا المقال


لقد مرت على فلسطين فترة ركود صناعي وبالأخص في فترة الانتداب البريطاني، فكانت الصناعة الفلسطينية قليلة من حيث عدد العاملين بها ومن حيث إسهامها في الإنتاج الكلي للبلاد، وفي عام 1942 ميلادي شكلوا العرب نسبة 45% من إجمالي الهيئات والمؤسسات الصناعية.

وفي ذلك الوقت كانت أبرز الصناعات المشهورة هي الصناعة الغذائية وصناعة الصوابين وصناعة الملابس، بحيث تمحورت الصناعات في المدن التي تتميز بحجمها الكبير مثل حيفا والقدس وغيرها، وبالرغم من هذا فإنّ الدولة الفلسطينية شهدت بشكل ملحوظ تطور في القطاع الصناعي، ونلاحظ ذلك من خلال زيادة عدد العمال في الصناعة في عام 1912 ميلادي، من 1600 عاملاً  إلى 149 ألف عامل في النصف الأول من الأربعينات.

وفي نفس العام زاد عدد الهيئات الصناعية ابتداء من 1236 مؤسسة إلى 3474 مؤسسة، بحيث مرت الصناعة الفلسطينية في فترة الانتداب بظروف صعبة، كان أبرزها: انخفاض رأس المال الذي يدعم الاستثمار الصناعي وقلة حجم الهيئات والمؤسسات المختصة بالزراعة، فقد كانت معظمها تخضع لأسلوب إنتاج حرفي، بالإضافة إلى تواجد مجموعة من الصعوبات التي وضعها الانتداب في فترة تقدم الصناعات المحلية العربية، في وقت قدمت تسهيلات كبيرة للهيئات المتعلقة باليهود.

الصناعة في الضفة الغربية:

في بداية الستينيات قُدر عدد الهيئات الصناعية التي كانت تضم في عملها 5 عمال فأكثر، 254 مؤسسة وصل عدد العاملين فيها إلى 3562 عاملاً، فقد شكلت الصناعة المتعلقة بالملابس نسبة كبيرة من تلك الصناعات، بحيث غطت نسبة 42.2% من إجمالي عدد هذه الهيئات.

إنّ الصناعة الغذائية في الضفة تأتي في المرتبة الثانية في قمة الهرم، بحيث غطت نسبة 13.6 % من إجمالي الهيئات الصناعية، ثم تلتها بعد ذلك الصناعات المعدنية المتعلقة بالأثاث والمفروشات، بحيث غطت نسبة 9.6%. أما باقي المؤسسات فقد كانت ذات حجم صغير، تضم أقل من 5 عمال ووصل عددها عام 1965 ميلادي إلى 2927 مؤسسة صغيرة وتشكل نسبة 76.2%، من إجمالي المؤسسات الصناعية.

الصناعة في قطاع غزة:

لقد كانت نسبة الصناعة في قطاع غزة أقل مما هو عليه الحال في الضفة الغربية، فقد تميز بقلة الإنتاج والانتشار، بالإضافة إلى قلة العمالة، بحيث انحصرت في الصناعة المتعلقة بالنسج والصناعة السجاد والأغذية والمشروبات والصوابين والزيت والفخار، ومن الملاحظ أنّ صناعة البسط غطت المرتبة الأولى في الصناعة في قطاع غزة، من حيث عدد المؤسسات أو عدد العمال، على الرغم من إنها جاءت في المرتبة الثانية بعد المشروبات من حيث رأس المال المستثمر. وفي الخصوص إنّ المال الذي يتم استثماره في الصناعة في قطاع غزة قليل جداً، مما أدى إلى انعكاسه على انخفاض إسهام الصناعة في الإنتاج المحلي.

الصناعة في غزة والضفة الغربية من عام 1967 إلى 1984 ميلادي:

لم تتطور الصناعة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية خلال عامين 1967/ 1984 ميلادي؛ بسبب الصعوبات التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي للحد من عملية تطور الصناعة بالبلاد، بالإضافة إلى محاولات إسرائيل في عملية ربط اقتصادها مع اقتصاد هاتين المنطقتين.

الصناعات الاستخراجية في فلسطين:

وهي عبارة عن صناعة قليلة جداً في فلسطين، فكانت عدد هيئاتها لا يتعدا عن 247 مؤسسة، فكانت تشكل نسبة 1.71% من الإجمالي الكلي للهيئات الصناعية في الدولة الفلسطينية، وأبرز الصناعات في هذا الشأن الكسارات المختصة لتفتيت الصخور والرخام، والتي تُقدر بحوالي 15 كسارة تتمركز في منطقة نابلس ورام الله، بحيث يبلغ نسبة إنتاجها في اليوم الواحد حوالي 850 طن.

الحرف اليدوية الفلسطينية:

هي عبارة عن حرف تقليدية يدوية يقوم بعملية تصنيعها الشعب الفلسطيني، فقد تشكل تلك الصناعات مكانة كبيرة في نفوس الفلسطينيين من بين الصناعات السائدة هناك؛ وذلك بسبب القيمة التراثية والاقتصادية التي تغطيها تلك الصناعات،  فهي من ناحية بديهية تعبر بشكل ملحوظ عن ثقافة وتاريخ أبناء ذلك الشعب وتبلور وتثبت وجوده على أرضه عبر قرون زمنية متتالية، كما تشكل تلك الصناعات مرتكز أساسي لتطوير الدخل الوطني في حال تم العمل عليها وتطويرها بشكل جيد.

إنّ الصناعات الحرفية ذات الطابع التقليدي تتميز بأنّها ذات استمرار تاريخي، بحيث تقوم على تبديل المادة الخام إلى منتج يتم عملية تصنيعه، مما يؤدي إلى انعكاس الطابع التراثي الفلسطيني لها، بحيث تحمل تلك الصناعات في إطارها دلائل تاريخية دينية، فقد يتم تصنيف تلك الصناعات في الدولة الفلسطينية إلى أقسام أساسية أبرزها : صناعة الخزف، الصناعة التقليدية للزجاج والفخار، بالإضافة إلى الصناعة المتعلقة بالنسيج والحياكة وغيرها من الصناعات المتعارف عنها في تلك الفترة .


شارك المقالة: