تاريخ فلسطين في العهد الإسلامي والأموي والعباسي

اقرأ في هذا المقال


الفتوحات الإسلامية في الشام:

في عام 13/ 634 ميلادي أمر أبو بكر الصديق أبي عبيدة بالتوجه إلى بلاد الشام، بحيث أدرك ضرورة فتحها، فأرسل  رسالة إلى خالد بن الوليد يطلب منه من خلالها قيامه بمساعدة جيش بلاد الشام، وفي تلك الفترة تحرك خالد بن الوليد من العراق إلى الشام في حركة كبيرة جداً، وكانت من أعظم المساندات التي قام بها خالد بن الوليد في تاريخ المسلمين، بحيث تم وصفها بشكل تفصيلي في الفتوحات.

توجه خالد بن الوليد في موكب عسكري يسير في وسط الصحراء، وبعد خمسة أيام من المسير وصل إلى الشام، فكان المسلمون في تلك الفترة منتظمين في أربعة جيوش، فقام بهم وخطب وقال: “إنّ هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه التراجع، قدموا كل ما لديكم في سبيل الجهاد وابتغوا الله بعملكم”.

وفي أثناء ذلك اقترح خالد بن الوليد أن يتم توحيد جميع الجيوش في جيش واحداً مشكلاً قوة كبيرة، بحيث يستلم كل قائد جيش قيادة الجيش الموحد في كل يوم من أيام الحرب، فوافقوا الجميع على هذا الرأي، وقاموا بتعين خالد قائداً لليوم الأول، وبدأت هذه المعركة الكبرى، بحيث كانوا الروم يقومون في جمع كل 10 جنود في مجموعة واحدة من المقاتلين، قلقاً منهم من خوف الجنود وفرارهم، بسبب أنهم كانوا مجبرين على المشاركة في تلك الفترة بدون أي حماس منهم، فكان هذا الحل الوحيد أمامهم لتنظيم جيوشهم.

في تلك الفترة بدأت السلسة الأولى من معارك المسلمين والروم، وكان من أبرز تلك المعارك معركة أجنادين التي جرت في 13/ 634 ميلادي، وهذه المعركة تعتبر أول معركة أساسية تقع بين المسلمين والروم في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

لقد شارك في تلك المعركة الصحابي الجليل معاذ بن جبل، وهو الذي خطب في المسلمين في بداية المعركة، بحيث كانت نتيجة هذه المعركة الكبرى انتصار المسلمون انتصاراً كبيراً على الروم، وبدأت سلسلة الفتوحات التي قام بها المسلمين في الشام تتوالی بشكل مباشر في نفس هذا العام، وفي شهر جمادى الأولى توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتولى الأمر من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستمر في عملية تسيير المعارك في في الشام وبلاد العراق وفارس.

تاريخ فلسطين في العهد الأموي:

في عام 65/ 685 ميلادي قام عبد الملك بن مروان في عملية استكمال بناء المسجد الأقصى ببناء شامل متكامل، وجعل فوق قبة الصخرة ذلك البناء العظيم، حتى أنه قام بتخصيص خراج مصر لمدة سبع سنين لهذا العمل، ولكن عبد الملك توفى قبل أن يتم البناء، وبعد فترة قام ابنه الوليد بن عبد الملك في استكمال البناء، واستمرت بلاد الشام تتقدم وتتطور وتزدهر على مرور الأزمنة.

فلسطين في عهد سليمان بن عبد الملك الأموي:

في عام 67/ 687 ميلادي تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك، الذي أسس مدينة الرملة وبناها بشكل كامل في وقت لم يكن لها أي وجود سابق، وفي تلك الفترة زاد شأن القدس وفلسطين في نظر المسلمين والعالم، فتوسعت بشكل شامل وكبير، وبلغت مكانة كبيرة من المجد وارتفعت بها المعالم والأبنية، وفي ذلك دليل على الاهتمام الكبير الذي منحه المسلمين لهذه الأرض المباركة من بلاد الشام.

وإنّ التاريخ الشامل لتلك الأرض يستهدف عملية تعريف اليهود بأنّ تلك الأرض للمسلمين، وإنهم لم يقوموا بناء لبنة واحدة من تلك الأماكن، في وقت كانوا يرغبون به في الاستيلاء على الأراضي المباركة التي هي ملك للفلسطينيين والمسلمين بشكل عام.

ترميم الأقصى:

في عام 129/ 747 ميلادي وقع في الأقصى زلزال كبير أدى إلى خراب كبير في جميع أرجائه، وفي تلك الفترة لم يكن أمام المسلمين إلّا المسارعة في عملية ترميم وإصلاح ما وقع من خراب وأضرار، ولكن ما قاموا به من عمليات ترميم كان بشكل بسيط ومؤقت.

فلسطين في العهد العباسي:

في عام 132/ 750 ميلادي انتهى الحكم الأموي في المنطقة وبداية الحكم العباسي، بحيث سيطر العباسيون على الحكم بشكل مباشر، وبعد 4 سنوات من بدء الخلافة العباسية، أمر المنصور الخليفة العباسي الثاني بعملية إصلاح جذرية للمسجد الأقصى بعد الزلزال الذي وقع به، ولكن ذلك لم يمنع من حدوث زلازل أخرى؛ لأنّ الزلازل كانت مستمرة على المنطقة، وبعد 20 عام وقع في الأقصى زلزال كبير أدى إلى خراب معظم أطرافه، فقام الخليفة المهدي بن أبي جعفر المنصور ببناء وتوسيع كبير للمسجد الأقصى، وجعل العمران يزداد في المسجد الأقصى وأصبحت الحضارة تتطور وتنتشر بسرعة كبيرة.


شارك المقالة: