تاريخ فلسطين في العهد العثماني

اقرأ في هذا المقال


بداية ظهور العثمانيين في فلسطين:

في عام 700/ 1300 ميلادي تمكن الأتراك العثمانيون من الحلول محل الأتراك السلاجقة، حيث ذكرنا أنّ تركيا كانت تحت حكم السلاجقة في فترة من الزمن، فتمكنوا من مد نفوذهم على آسيا الوسطى وحكموا دولة الترك، ولكن استمر المماليك في سيطرتهم على مصر وبلاد الشاموفلسطين.

وفي عام 706/ 1306 ميلادي استمرت أوروبا في اضطهاد اليهود، ففي عام 1306 ميلادي قام فيليب حاكم فرنسا بطرد اليهود من فرنسا، وقام بتخييرهم ما بين الدخول في النصرانية أو القتل والسجن والنفي، فقام حاكم يهود فرنسا بإصدار أوامره لليهود بالتظاهر بالنصرانية، مما أدى إلى تغيير جذري في حياة اليهود في أوروبا، فقد بدأ اليهود بعملية التظاهر بالنصرانية، وأصبحوا يرتقون في مجتمع النصارى، فقد تعمقوا بشكل كبير بعلاقتهم مع الكاثوليك، بالإضافة إلى تولي الكثير منهم المناصب النصرانية الهامة.

وفي تلك الفترة قام الحاكم اليهودي بأمرهم أن يتوقفوا عن ممارسة الزراعة والصناعة، ويوجهوا جميع اهتمامهم في التجارة؛ لأنه يعتبر أنّ المال هو المرتكز الأساسي في عملية السيطرة لبقائهم في أوروبا، ومنذ ذلك الوقت واليهود يعملون على جمع المال والسيطرة على أسواق التجارة في الدول التي يذهبون عليها، لتأكدهم أنّ المال هو مصدر القوة وبه يستطيعون تحقيق هدفهم.

أما في فلسطين فاستمرت المماليك في عملية السيطرة عليها بشكل كبير، وكانت لهم فيها أعمال كثيرة، كان من أبرزها قيامهم في طلاء قبة الصخرة من الذهب في عهد الحاكم محمد قلاوون، بحيث بلغت دولة المماليك أكثر درجات نشاطها في عهد هذا الحاكم، وكذلك كانت بالنسبة للدولة العثمانية أيضاً.

السلطان محمد الفاتح:

في عام 855/ 1451 ميلادي تولى الحكم في الدولة العثمانية السلطان محمد الفاتح رحمة الله، فقد قام السلطان بشن هجوم كبير على الدولة القسطنطينية بعد توليه الحكم في عام1451 ميلادي. وفي عام 1454 تمكن هذا الملك من القيام بفتح القسطنطينية استانبول، والتي لم يستطيع المسلمين من فتحها لمدة تزيد عن 600 سنه، وكان ذلك من أبرز وأكبر عمليات النصر في التاريخ الإسلامي، حتى ولو كان على يد العثمانيين، فقد كان انتماؤهم بشكل كلي للإسلام.

إنّ فتح القسطنطينية استانبول مكن من عملية التوسع الإسلامي في أورويا، بحيث قام العثمانيون من دخول عدد من دول أوروبا أبرزها: اليونان وبلغاريا والبوسنة والهرسك، وفي تلك الفترة أخذ السلطان محمد الفاتح من بداية توسيع حكمه في أوروبا.

وفي عام 878/ 1473 ميلادي وقع خلاف بين المسلمين واليهود في عهد السلطان فايتباي المملوكي، وكان هذا الخلاف يدور حول سبب ملكية دار تقع بين كنيسه لليهود ومسجد المسلمين في حارة اليهود، فقد قالوا المسلمون: إنّ هذه الدار من حقوق المسجد، في وقت زعم به اليهود أنها للكنيسة، وفي تلك الفترة تم رفع تلك المسألة إلى القضاء الإسلامي، وكانت النتيجة من أبرز الأمثلة التاريخية التي تدل على نزاهة القضاء الإسلامي، عندما حكم إنّ هذه الدار من حق اليهود.

لقد شاهد اليهود هذا التسامح الإسلامي والعدل والرحمة في أرض المسلمين، بينما كانوا مضطهدين وملاحقين في أوروبا، غير إنهم على مر العهود لم يأخذوا لهذا وزناً أو يعرفوا له قيمةً.

صراع المماليك والعثمانيين في فلسطين:

في عام 886/ 1481 ميلادي توفي السلطان محمد الفاتح رحمه الله، وتولى الحكم من بعده السلطان بايزيد العثماني في الدولة العثمانية، وفي تلك الفترة وقع خلاف كبير بين السلطان بايزيد والسلطان قايتباي المملوكي، فتدخلت أطراف كثيرة لتقوم بعملية تهدئة الأوضاع بين الطرفين، ولكن جميعها لم تنجح، مما أدى إلى تجهيز المماليك حملة ضد الدولة العثمانية في عام 890/ 1485 ميلادي، تم من خلالها تجنيد أهالي المدن الفلسطينية وتم مصادرة الأموال والدواب، مما أدى إلى غضب كبير من قبل الفلسطينيين على المماليك.

إنّ غضب الفلسطينيين على المماليك ازداد بسبب قيام السلطان قايتباي الملوكي في عام 898 هجري، أمر زيادة حسن التعامل مع اليهود وليس فقط في فلسطين ولكن في جميع الأرجاء، فزاد ذلك من نقمة أهل فلسطين على المماليك واستعدادهم لقبول الحكم العثماني.

وفي عام 920/ 1514 ميلادي وقع صراع أخر بين العثمانيين والصفويين، الذين كانوا متواجدين في العراق وإيران، وفي عام 1514 ميلادي تمكن العثمانيون من هزيمة الصفويين، وأصبحت الدولة العثمانية تحيط بالدولة المملوكية من جميع الاتجاهات، وفي عام 932/ 1516 ميلادي، وقعت المعركة المعروفة في التاريخ باسم معركة مرج دابق، والتي وقعت بين العثمانيين والمماليك، تمكن من خلالها العثمانيون في عهد السلطان سليم الأول أن يهزموا المماليك ويفتحوا الشام وفلسطين.


شارك المقالة: