تاريخ وتسلسل أحداث الدعوة الإسلامية في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


دولة البحرين والدعوة إلى الإسلام:

لقد كانت دولة البحرين على اتصال مباشر بمكة المكرمة قبل الإسلام، حيث تبادل شعوبها التجارات وكانت البحرين ترسل لمكة التمور والثياب والمصنوعات الهندية، وعندما ظهر الإسلام في مكة المكرمة بدأ ينتشر في دولة البحرين بسبب ذلك الاتصال. فتشير الروايات التاريخية أنّ سويد بن قيس العبدي كان سائرًا في تجارة من البحرين إلى مكة عام الهجرة، وأنّه شاهد الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة وباع له العديد من السراويل، وأنه قام بسؤال شخص عن هذا الرجل، فقيل هذا رسول الله صلى الله علية وسلم.

الأحداث التاريخية للدعوة الإسلامية في دولة البحرين:

وعند رجوع سويد بن قيس إلى البحرين، قام باخبار قومه عن خبر ظهور النبي علية السلام ودعوته في مكة المكرمة. كما تشير المصادر التاريخية بأنّ الأشج المنذر بن عائذ يعتبر أحد كبار عبد القيس كان صديقاً لراهب من أهل دارين، بحيث كان الأشج يلتقي به في كل عام، وفي أحد الأعوام قابله في الزارة وهي أحدى مدن دولة البحرين، فأخبر الأشج أنّ نبياً يتواجد في مكة المكرمة، يتميز بصفات كثيرة منها: أنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، تظهر عليه علامات النبوة وأنه يظهر على جميع الأديان، وبعد مدة قصيرة توفى ذلك الراهب.

وفي تلك الفترة أراد أهل البحرين التأكد من خبر وجود النبي؛ وذلك رغبة منهم في اعتناق ذلك الدين الذي يدعو إليه، وكان ذلك عندما قام الأشج بإرسال ابن أخته وزوج أبنته عمرو بن قيس من بني عامر إلى مكة المكرمة؛ ليقوموا في التأكد من ذلك الخبر والتأكد من خبر ظهور النبي عليه السلام، حيث قام الأشج بتزويده بالتمور لكي يقوم ببيعها في مكة المكرمة، وأخبره أيضاً بعلامات النبوة التي سمعها من الراهب، وقال له: أنّ ذلك النبي قد يقبل الهدية ولكن لا يقبل الصدقة، وطلب منه التأكد من ذلك بكل حرص.

توجه عمرو بن قيس ليقوم بتنفيذ ما طُلب منه، حيث خرج وهو يصاحب الأريقط، وسار حتى وصل مكة المكرمة في عام 13 هجري في أثناء البعثة النبوية الشريفة، وعند وصوله قام بمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم وأمتحنه من خلال قيامه بتقديم التمر له وقال هذه صدقة، فلم يقبلها صلى الله عليه وسلم، ثم قدم له المزيد من التمر وقال هذه هدية فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أثناء ذلك قام الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته إلى الإسلام فأسلم، حيث جلس يتعلم القرآن حتى حفظ منه سورة الحمد، وبعد أنّ أعلن عمر إسلامه طلب منه الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يدعو خاله الأشج للإسلام.

ولم يرجع عمرو بن عبد قيس إلى البحرين إلا وكان قد أسلم وتعلم مبادئ الدين، فقد عاد إلى البحرين وقام بالدعوة هناك إلى الإسلام، وعند وصوله إلى منزله قام بإلقاء تحية الإسلام على زوجته، فلم تتقبل منه زوجته ذلك ولكن عمرو استمر في دعوته للإسلام، وعندما قام بمقابلة خاله الأشج أخبره بخبر النبي عليه السلام ودخوله الإسلام، فأسلم الأشج ولم يظهر إسلامه، وواصل الأشج الدعوة إلى الإسلام في دولة البحرين بكل قوته، حيث أخذ مجموعة يقومون في الدعوة إلى الإسلام، بداية من الأقربون منه.

بداية الدعوة الإسلامية في دولة البحرين:

لقد كانت بداية الدعوة إلى الإسلام في دولة البحرين سرية؛ لأنّ الإسلام في تلك الفترة لم يكن يتمتع بالقوة الكبرى بسبب بداية ظهوره، ولذلك كان الأشج يقلقه بعض قبائل الكفار، ولذلك بدأ الدعوة بشكل سري، حيث كانت معظم تلك القبائل لا تزال معتنقة بدينها مثل: المشركين من العرب والنصرانية والمجوسية المتواجدين في دولة البحرين، لذلك نلاحظ أنّ دعوته للإسلام قد حققت نجاح كبير؛ بفضل حسن تخطيطه، حيث بدأ بالمقربين منه ثم أخذ يتوسع بشكل تدريجي.

والجدير بالذكر وبناء على ما تم ذكره من خلال المصادر التاريخية هو قيام الأشج بعد إسلامه بفترة قصيرة بالذهاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وكان بصحبته مجموعة من مسلمي دولة البحرين، بحيث يقر عددهم ما بين ثلاثة عشر إلى عشرين راكباً، جاؤوا على رغبة تامة منهم في اعتناق الإسلام ومقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في فترة ما قبل فتح مكة المكرمة.

وذلك يشير إلى الأثر الكبير الذي حققته دعوة الأشج للإسلام في دولة البحرين، حيث قاموا في مشاركة المسلمين في معركة بدر، حيث يذكر بأنّ أحد الأشخاص التابعين لعبد القيس قد شارك المسلمين في معركة بدر وأنّه قاتل قتال كبير، ممّا أثار إعجاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم.


شارك المقالة: