حياة اليهود في الدولة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


كان اليهود والمسيحيون يعتبرون ذميين من قبل غالبيّة السكان العرب، وهو ما يُترجم إلى “أهل الميثاق” يُشير الذمّي إلى “أولئك الذين أعطيت لهم الكتب المُقدسة والذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخير”، استقبلت الإمبراطوريّة العثمانيّة اليهود، إذ قدمت مكانًا رئيسيًا للجوء لليهود الذين طردوا من أوروبا الغربيّة بسبب المذابح والاضطهاد.

استخدم المسلمون في الدولة العثمانيّة هذا المفهوم القرآني للذمّي لوضع قيود مُعينة على اليهود الذين يعيشون في المنطقة، تمّ تضمين بعض القيود المفروضة على اليهود في الإمبراطوريّة العثمانيّة، على سبيل المثال، فرضوا عليهم ضريبة خاصّة، وشرط لارتداء ملابس خاصة، وحظر حمل البنادق، وركوب الخيل، وبناء أو ترميم أماكن العبادة والقيام بمواكب أو عبادات عامة.

على الرّغم من وضع اليهود تحت قيود خاصة في الإمبراطوريّة العثمانيّة، فكان هناك ثقافة يهوديّة نابضة بالحياة في مناطق مُعينة من الإمبراطوريّة كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لليهود السفارديم (وهم اليهود الذين يمكن تتبع جذور أسلافهم إلى إسبانيا أو البرتغال)، الذين كان لديهم كميات كبيرة من التأثير السياسي والثقافي في الإمبراطوريّة العثمانيّة.

كان للسيفارديم في الإمبراطوريّة العثمانيّة تأثير سياسي وثقافي لأنّهم “كانوا يُنظر إليهم على أنّهم غربيون لديهم اتصالات واسعة مع أوروبا، والذين يعرفون اللغات الأوروبيّة، وجلبوا معارف وتقنيات جديدة” من أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، كان بعض اليهود السفارديم “تجّارًا بارزين في الأسواق الأوروبيّة” اعتبروا حتى “حلفاء محتملين ودبلوماسيّين وجواسيس” خلال أوقات الحرب ضد المسيحيّين.

خلال القرن السادس عشر، شهدت الإمبراطوريّة العثمانيّة تأثيرًا يهوديًّا مُتزايدًا على الإقتصاد والتجارة لا يوجد شك بين المؤرخين في أنّ “اليهود الإسبان ساهموا بشكل كبير في تطوير رأس المال في الإمبراطوريّة العثمانيّة في القرن السادس عشر”.

على الرّغم من أنّ العديد من اليهود السفارديم كان لديهم كميات كبيرة من رأس المال السياسي والثقافي، إلّا أنّ الجالية اليهوديّة في الإمبراطوريّة العثمانيّة كانت لامركزيّة لمعظم تاريخ المنطقة، لكن هذا تغيّر، عندما عين السلطان حكما باشي أو رئيس حاخام لممارسة الولاية القضائيّة في المجتمع فيما يتعلق بقضايا “الزواج والطلاق والخطوبة والميراث” بالإضافة إلى تقديم “حصة مجتمعه من الضرائب والحفاظ على النظام في المجتمع”.


شارك المقالة: