اقرأ في هذا المقال
- اهتمام الملك عبد العزيز بطباعة الكتب ونشرها وتوزيعها
- أهم مطابع المؤلفات المنشورة
- نشر الكتب في خارج البلاد السعودية في عهد الملك عبد العزيز
- وقائع تاريخية تدل على اهتمام الملك عبد العزيز بنشر الكتب وطباعتها
اهتمام الملك عبد العزيز بطباعة الكتب ونشرها وتوزيعها:
على الرغم من الأعمال الكثيرة التي قام بها الملك عبد العزيز ومدى انشغاله بجبهات المعارك الحربية المتتالية، والمهمة التي كان يقوم بها من أجل الوحدة الوطنية الذي كان يتطلع إلى تحقيها منذ خروجه من الكويت، وبالرغم من قلة الموارد المالية والأوضاع اقتصادية السيئة، إلا أنه لم يغفل عن المعارك الحضارية الأخرى التي كانت في نظره لا تقل أهمية عن تلك المعارك الحربية، وكان نشر العلم والمعرفة وتيسير الطرق لنشر الكتب والتشجيع على ذلك من أهم المعارك الحضارية التي قام بها الملك عبد العزيز منذ وقت مبكراً بحياته.
لقد حظي الملك عبد العزيز بالنشأة العلمية المتطورة، فقد اهتم بالعلم وتقدير العلماء وجلوسه في مختلف مراحل عمره لطلب العلم والاستمتاع بآرائهم، فقد كان الملك عبد العزيز بالشكل اليومي يعقد مجالسة مع مجموعة من العلماء في وجوده وفي أثناء سفره أي في كل الأوقات، ومن خلال ذلك كله ومن خلال ما تم ذكره من نماذج متعددة ومتنوعة لأعمال الخير التي كان الملك عبد العزيز يقوم بها ويحث على فعلها، يمكن القول إنّ اهتمام الملك عبد العزيز وعنايته بطبع الكتب ونشرها وتوزيعها قد جاء ليكمل تلك السمات الخيرية عند الملك عبد العزيز، وليضع خطوة مهمة من خطوات البناء الحضاري الذي كان يسعى لإنجازه على أفضل الطرق.
وقد ظهرت عناية الملك عبد العزیز بهذا الشأن من خلال اهتمامه بنشر الكتب وطباعتها على حسابه الخاص وتوزيعها للناس عامة ولطلبة العلم خاصة، وأكمل ذلك الجانب من جوانب الخير من خلال قيامه بمساعدة العديد من المؤلفين عن طريق شراء نسخ عديدة من الكتب المطبوعة وتوزيعها على نفقته الخاصة؛ ليحقق بذلك هدفين مهمين في هذا الشأن كما يلي:
الأول: نشر العلم على مختلف المستويات، من خلال توفير السبل لإيصال المؤلفات المطبوعة إليهم.
الثاني: تشجيع المؤلفين أنفسهم على التأليف من خلال نشر مؤلفاتهم العلمية وطرحها للمستفيدين من طلبة العلم وغيرهم.
من مظاهر اهتمام الملك عبد العزيز بالكتب وطباعتها على نفقته الخاصة أنّه كان يتطلب إفراد دراسات مستقلة للحديث عن هذا الجانب من جوانب الخبر عند الملك عبد العزيز، وهو ما قام به كل من الأستاذ عبد العزيز بن أحمد الرفاعي من خلال دراسته القيمة بعنوان: عناية الملك عبد العزيز بنشر الكتب، وما تم كذلك من خلال دراسة أخرى لا تقل أهمية عن غيرها، وهي الدراسة العلمية الميدانية المهمة التي قام بها الدكتور فهد بن عبدالله السماري عن مكتبة الملك عبد العزیز آل سعود الخاصة والمحفوظة في دارة الملك عبد العزيز.
نتائج الدراسات العلمية:
كانت نتائج الدراسة العلمية التي قام بها الدكتور فهد بن عبدالله السماري ما يلي:
- أولاً: إنّ أغلب الكتب المطبوعة على نفقة الملك عبد العزيز من مصنفات أعلام السلف.
- ثانياً: تنوع الموضوعات في الكتب المطبوعة، بحيث ضمت مصنفات العقيدة والتفسير والفقه واللغة العربية وآدابها والتاريخ الإسلامي والجغرافيا وكتب الأنساب وغير ذلك من المؤلفات في الأمور المهمة.
- ثالثاً: نشر الملك عبد العزيز الكثير من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وطلابه؛ بهدف نشر حقيقة دعوة الشيخ والرد على أصحاب الأقاويل المعادية لها.
- رابعاً: ظهور العديد من المطابع التي طبعت فيها تلك المؤلفات وتنوعها من حيث المكان، وكان ذلك نتيجة تنوع الأسباب في الدول التي قامت بالطباعة من جهة، وأسباب تواجد الرجال الذين كان الملك عبد العزيز يعتمد عليهم في تنفيذ الطباعة ومتابعة أعمالها من جهة أخرى.
أهم مطابع المؤلفات المنشورة:
من أهم المطابع التي طبعت فيها المؤلفات المنشورة على حساب الملك عبد العزيز الخاص هي:
- المطبعة المصطفوية في مومباي بالهند.
- مطبعة القرآن والسنة في المرشد بالهند.
- مطبعة المنار بمصر.
- مطبعة النهضة بمصر.
- مطبعة الاعتدال بدمشق.
- مطبعة الترقي بدمشق.
- المطبعة السلفية بالقاهرة ومكة المكرمة.
- مطبعة أم القرى بمكة المكرمة.
إنّ الملك عبد العزيز رحمه الله لم يكن يهدف من طباعة الكتب وتوزيعها السياحة في الداخل، بل كان يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد كان يهدف إيصالها إلى المحتاجين للعلم والدعوة والبيان من المسلمين في خارج البلاد السعودية.
نشر الكتب في خارج البلاد السعودية في عهد الملك عبد العزيز:
إنّ العمل الخيري العام عند الملك عبد العزيز لم يكن محصوراً فقط على جهوده داخل المملكة العربية السعودية، بل إنّ الدلائل والشواهد التاريخية الكثيرة تشير إلى أن المحتاجين من طلبة العلم والعلماء والدعاة خارج البلاد كان لهم نصيب من تلك الأعمال الخيرية التي اشتهر بها الملك عبد العزيز.
فقد كان أولئك يحظون بالرعاية الكاملة من قبل الملك عبد العزيز في هذا الشأن، حيث أمر رحمه الله وخلال مراحل حياته المختلفة، بطباعة العديد من الكتب وتوزيعها خارج المملكة العربية السعودية، وكان الهدف من ذلك هو الدعوة إلى الله، وتشجيع الناس على طلب العلم، وبيان حقائق الدين الإسلامي وفق الكتاب والسنة النبوية ومنهج السلف الصالح من أئمة المسلمين وأعلامهم.
ونشير في هذا الشأن إلى جانب من جوانب عمل الخير في حياة الملك عبد العزيز، وهو أنّ الملك عبد العزيز لم يكن يتوقف فقط عند طباعة وتوزيع الكتب خارج المملكة العربية السعودية باللغة العربية فقط، بل قام رحمه الله وهو المؤمن بالنظرة الشمولية والعالمية للإسلام والمسلمين على طباعة عدد من الكتب بلغات أخرى مثل الجاوية والهندية وغيرها، وكان الهدف من ذلك تعميم نشر الدعوة في الدول الإسلامية.
وقائع تاريخية تدل على اهتمام الملك عبد العزيز بنشر الكتب وطباعتها:
قام الملك عبد العزيز بيان بعض الكتب التي قام بطباعتها وتوزيعها على طلبة العلم في الداخل المملكة وفي خرجها، فنشير هنا إلى نموذج يدل على قيام الملك عبد العزيز بطباعة وتوزيع الكتب خارج البلاد منذ وقت مبكر، وكان ذلك النموذج عبارة عن رسالة موجهة من الشيخ محمد ابن مانع إلى الشيخ سليمان بن سحمان وهما من كبار العلماء في ذلك الوقت، كتبت في شهر شوال من عام 1344 هجري.
وجاء في تلك الرسالة ما يلي فيها: (من قبل الهدية السنية بلغني إنها نفذت وفرقت في مصر ولم يصل إلينا منها شيء، فرجائي من جنابكم إن زاد عندكم نسخة فلتتفضلوا بها على أخيكم أحسن الله جزاءكم)، والكتاب الذي يتحدث عنه الشيخ محمد ابن مانع رحمه الله في خطابه بكتاب: الهدية السنية والتصفية الوهابية النجدية، للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله، ويشتمل الكتاب على رد على افتراءات أوردها عبدالقادر الإسكندراني تجاه الدعوة الإصلاحية السلفية في كتابه النفحة الزكية في الرد على شبه الفرقة الوهابية.