معركة مرج دابق
معركة مرج دابق وباللغة التركية: Mercidabık Muharebesi) كانت معركة عسكرية حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط، تمّ القتال في (24 أغسطس 1516)، بالقرب من بلدة دابق، (44) كم شمال حلب (سوريا الحديثة)، كانت المعركة جزءًا من حرب (1516-1517) بين الإمبراطوريّة العثمانيّة والسلطنة المملوكيّة، والتي انتهت بانتصار عثماني وغزو جزء كبير من الشرق الأوسط، مما أدّى إلى تدمير السلطنة المملوكيّة، أعطى الانتصار العثماني في هذه المعركة جيوش السلطان سليم الأول للسيطرة على المنطقة بأكملها في سوريا وفتح الباب لفتح مصر.
ماذا حدث قبل المعركة
قضى السلطان الأشرف قنصوه الغوري شتاء عام (1515 وربيع عام 1516) في إعداد جيش قام بتجهيزه ممّا أدّى إلى اضطراب الحدود في آسيا الصغرى، قبل بدء المسيرة وصل سفير من سليم الأول ووعد بشروط وديّة بالموافقة على طلبات المماليك لتعيين تابع مصري لبيليك دولكادير، وإعادة فتح الحدود أمام حركة المرور والبضائع والعبيد.
وفي (18 مايو 1516)، انطلق الأشرف قنصوه الغوري من القاهرة بقوة كبيرة، كانت جيوشه جيدة من جميع النواحي باستثناء المدفعيّة، سار السلطان وجيشه شمالاً بمظاهر كبيرة، مصحوبة بالموسيقى والغناء والاحتفال،كان في مسيرة الجيش خمسة عشر أميرًا رفيعًا، و (5000)من المماليك الملكيين، ومجندين من الميليشيات، وتمّ تزويده خلال المسيرة بوحدات سورية وبدويّة إضافيّة، تبعه في القطار كبار ضباط الدولة، وكذلك الخليفة العباسي المتوكل الثالث، والشيوخ والحاكم، مع المؤذنين والأطباء والموسيقيين.
في الطريق، استقبل الغوري أيضًا أحمد (ابن شقيق سليم الأول)، وأحضره مع مرتبة الشرف على أمل أنّ يتغلب على المتعاطفين معه من القوة العثمانية، وبدأ التقدم ببطء دخل الأشرف قانصوه الغوري دمشق في (9 يونيو)، كانت الطُرق مفروشه بالسجاد، بينما قام التجار الأوروبيون بتفريق الذهب للجمهور، بعد عدة أيام من إقامته، يتقدم بخُطى مُهيبة، تمّ استقباله في حمص وحماة باحتفالات ، متجهًا نحو حلب.
في غضون ذلك، وصل سفير آخر من المُعسكر العثماني، بحجة السلام جلب معه هدايا سخية إلى السلطان، الخليفة المتوكل الثالث ووزيره، وقد صاحب هذه الهدايا طلب سليم الأول لتوريد السكر والحلويات المصرية. أشار المبعوث إلى أنّ المشاكل مع شاه فارس إسماعيل قد أجبرته مرة أخرى على الاستعداد للحرب والاستيلاء على الميدان.
أُعيد المبعوث موغلا بك مع هدايا مُضادة، ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى المُعسكر العثماني، كان سليم الأول قد تخلص من حيلته للسلام، استهزأ العثمانيون بالسفير وأعادوه مرّة أُخرى برأسه ولحيته محلوقة وركوبة عرجاء.
في حلب، انحاز المُحافظ المملوكي خير بك إلى الباب العالي سراً، على الرّغم من أنّ حاكم دمشق قد كشف ذلك للسلطان، فقد شوه المعلومات، لإظهار خيانته، أعطى خير بك استقبالًا رائعًا للغوري، لكنَّ السكان غضبوا من المماليك بسبب سلوكهم في المدينة.
وفي هذه الأثناء عاد موغلا بك بشكل بائس، حيث أفاد بأنّ سليم وقواته كانوا يتقدمون ضدهم، مع هذا التهديد المُباشر عليهم، جدد الأمراء والقادة والمماليك يمين الولاء للسلطان كما وزّع الغوري الهدايا لقواته الشخصية، ممّا أغضب المماليك الآخرين، السلطان الذي ثبَّطه الأمير جانبردي الغزالي ، تجاهل التحذير النهائي من عدم ولاء خير بك قبل دخوله الميدان.