الاستعانة بالحلول التجريبية في التخطيط الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الاستعانة بالحلول التجريبية من أهم خصائص الفلسفة الاجتماعية للتخطيط الاجتماعي، ويقوم التجريب على أساس من الدراسة والبحث الاسترشادي بهدف الوقوف على الطبيعة الحقيقية للمشكلة.

أهداف التخطيط الاجتماعي في الاستعانة بالحلول التجريبية:

  • كشف العلاقات بين الظواهر الاجتماعية: إنَّ التجريب الاجتماعي يعتمد أساساً على الملاحظة المنظمة في الظروف الطبيعية، كما أنَّ التجريب غير المباشر يَصلح في مجال العلوم الاجتماعية أكثر من التجريب المباشر الذي تعترضه صعوبات كثيرة.
    ويعتبر الكشف عن العلاقات السببية أو الوظيفية القائمة بين الظواهر الاجتماعية، خطوة لا غنى عنها في التجريب الاجتماعي الذي يجري للوقوف على طبيعة المشكلة ودرجة عمقها وشِدَّة إلحاحها.
    ومن اﻷمثلة في التجريب الاجتماعي الكشف عن العلاقات بين الظواهر الاجتماعية، التي قامت به بعض الدول من تجارب تهدف إلى الوقوف على الحاجات الصحية لكبار السن؛ من أجل إدخالها ضمن مشروعات البيئة الاجتماعية.
    حيث أُجريت تجارب غير مباشرة للوقوف على أمراض كبار السن، درجة حِراكهم الاجتماعي، درجة الاستفادة من التسهيلات الطبية، كيفية مواجهة تكاليف الوقاية الطبية، اتجاهات كبار السن بشكل عام تجاه الصحة والوقاية الطبية، علاقاتهم مع أُسَرهم وأصدقائهم.
    وقد ساعد هذا الربط بين هذه الموضوعات إلى الكشف عن العلاقات بين الظواهر الاجتماعية المتصلة بالصحة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
  • التنبؤ بالاتجاهات المتوقَّعة في بعض المسائل الاجتماعية: يعتمد التخطيط على التنبؤ العلمي، والتنبؤ هنا لا يقوم على تصورات خيالية، وإنما يستند على البحث الاجتماعي الدقيق.
  • الكشف عن أنسب اﻷساليب لتحقيق أهداف الخطة: من سمات التخطيط الناجح اعتماده للتجريب في الكشف عن أنسب اﻷساليب التي لا غنى عنها لتحقيق أهداف الخطة واﻷساليب التي يمكن أن توضع في المرتبة العليا في الخطة التخطيطية، إلى جانب اﻷساليب التي كان يعتقد في أهميتها مع مقتضيات التغير الاجتماعي.
  • الكشف عن البناء الاجتماعي المتغير في ظلّ الخطة: من المعروف أنَّ الديناميكية والتغير من خصائص الحياة اﻹنسانية، ولهذا لا بد أن يقوم تصميم الخطة على إدخال كافة الاحتمالات الممكن وقوعها خلال فترة تنفيذ الخطة.

ومن المعروف أنَّ التخطيط بعيد المدى يواجه حالات من التحوّل أكثر من التخطيط قصير المدى، ويعتبر من أهم دعائم التخطيط الناجح والكشف عن البناء الاجتماعي المتحوّل في ظلّ الخطة.
فإذا أخذنا مثالاً، في توزيع السكان نجد أنَّ هناك تغيرات جوهرية في البناء الاجتماعي من أهمها، نمو واضح في البناء السكاني وخاصة في المناطق الحضرية، اقتراب في التوزيع السكاني بحسب النوع.
فلا بد من أنْ يتضمن تصميم الخطة أن تكون قادرة على الكشف عن كل تغير قد يحدث في البناء الاجتماعي حتى تقابل الخطة الاحتياجات الفعليه المتغيرة للمواطنين.


شارك المقالة: