التطورات في المؤسسات العامة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


لقد شهد عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، العديد من التطورات في مختلف المجالات، وعمل الملك سعود على استحداث تلك القطاعات، حيث شهدت الدولة السعودية في شتى الميادين تطور أدى بها إلى النهوض وعدها من الدول الحديثة في العالم العربي والإسلامي خاصةً والعالم الغربي عامةً.

وكانت تلك الفترة من الفترات الهامة في تاريخها العظيم الذي أخذ بيدها إلى العالم الحديث على مختلف المجالات العلمية والتطبيقية، ونظراً للجهود التي بذلها الملك سعود في تلك الأعمال، قام في إجراء العديد من التغييرات في معظم المؤسسات العامة في الدولة ومنها ما يلي:

 مصلحة خفر ‏السواحل:

لم يكن هناك ترابط إداري بين الدوائر التي أوكل إليها أمن الحدود؛ لأن هذه الدوائر يرتبط كل منها بالحاكم الإداري للمنطقة، فمصلحة خفر السواحل في الإحساء تتبع أمیر المقاطعة، ومصلحة خفر السواحل في الحجاز تخضع لإشراف النائب العام، و في عام ۱۳۸۲ الموافق ۱۹۹۲ميلادي، تم توحید مصلحة خفر السواحل في المنطقة الغربية مع مصلحة خفر السواحل في المنطقة الشرقية تحت اسم  المديرية العامة لخفر السواحل والموانئ والمنائر البحرية، وأصبحت مسؤولة عن حراسة جميع حدود المملكة البرية والبحرية.

وفي عام 1384 هجري، صدر قرار وزاري بتشكيل أربع قيادات رئيسة تغطي حدود المملكة، وصاحب ذلك تقدم في التجهيزات والمعدات والوسائل المستعملة، كما تم إنشاء مراكز تدريب لإعداد الكفاءات والطاقات البشرية المدربة.

المديرية العامة للمطافئ:

في عام 1375، تم افتتاح مدرسة للإنقاذ والإطفاء، والهدف منها تخريج ضباط مختصين في أعمال الإطفاء والإنقاذ. وفي عام 1958 ميلادي تم دمج هذه المدرسة مع مدرسة الشرطة التابعة لمديرية الأمن العام، وأصبحت هذه المدرسة هي مصدر الضباط العاملين في مجال الإطفاء والإنقاذ. ومع نهاية عام 1380 ميلادي، تم فصل رئاسة عموم فرق المطافئ عن مديرية الأمن العام وإلحاقها بوزارة الداخلية وتعديل اسمها إلى المديرية العامة للمطافئ.

وامتد نشاطها في عام 1382 ھجري، إلى مناطق شاسعة من المملكة، وكان مجالها فقط مكافحة النيران والحد من انتشارها، وفي العام نفسه انضمت المملكة للمنظمة الدولية للدفاع المدني. المديرية العامة للجوازات والجنسية، بموجب القرار الوزاري تم فصلها عن مديرية الأمن العام، وإنشاء مديرية عامة للجوازات والجنسية، بميزانية مستقلة ترتبط بوزارة الداخلية.

وكان من اختصاصاتها تسجيل أحوال المواطنين ومنحهم الهويات التي تثبت جنسيتهم مثل جوازات السفر، وحفيظة النفوس وبطاقة الأحوال، وتسجيل الوقائع المدنية من ولادة ووفاة وزواج وإضافة وغيرها وذلك وفقاً لنظام الجنسية. وقد تم إنشاء معهد للجوازات الإعداد وتدريب الكوادر العسكرية وتأهيلهم عسكرية وفنية للقيام باعمال الجوازات المختلفة.

المديرية العامة للمباحث:

كانت مديرية الأمن العام تتولى المحافظة على أمن الدولة وحمايتها من أي نشاط او أفکار معادية، بوساطة مخبرين سريين تابعين لمديرية الأمن العام ووكالة الأمن العام للمباحث والجنسية، ومن أجل مواكبة التطور والمستجدات التي شملت جميع أجهزة الدولة فقد صدر الأمر السامي عام 1380 هجري، بإنشاء ثلاث إدارات في كل من منطقة الرياض والمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، والتحق بها عدد من ضباط وأفراد الأمن العام، وارتبطت هذه الإدارة بوكيل وزارة الداخلية إلى أنّ تم إحداث مديرية عامة بميزانية مستقلة مرتبطة بوزير الداخلية في 1378 هجري.

قوات الأمن الخاصة سرية وزارة الداخلية:

يعود إنشاء هذه القوات إلى عام 1382 هجري الموافق 1992 ميلادي، عندما تم تكليف مجموعة من ضباط الشرطة في منطقة الرياض بحراسة ولي العهد أطلق عليها قيادة حرس ولي العهد، وترتبط بمدير الأمن العام إدارية ومالية، وبعد أن تولى الحرس الملكي حراسة ولي العهد كلفت مجموعة بحراسة مقر وزارة الداخلية وبعض الشخصيات والمنشآت المهمة أطلق عليها سرية وزارة الداخلية.

 كلية الشرطة:

تأسست في نهاية عام 1354 هجري، وذلك بتأسيس مدرسة للشرطة ضمن تشکیلات مديرية الأمن العام لإعداد الضباط المؤهلين، تطورت هذه المدرسة وتحولت إلى كلية للشرطة في عام 1384 هجري، وبقيت مرتبطة بمديرية الأمن العام، الجيش العربي السعوديه بعد توحيد المملكة في عهد الملك عبد العزيز بدأ تنظيم الأجهزة الإدارية والتنفيذية للدولة، فقامت الحكومة بتنظيم طرق المقاتلين لتكوين جيش نظامي يليق بالتطور الجديد للدولة، فتشكلت نواة الجيش السعودي عام 1344 هجري.

القوات البرية:

لقد تطورت نظام التنظيم والفكر والثقافة والقتال للقوة السعودية البرية الملكية من خلال تطور أسلحتها الرئيسة وقيادتها مثل سلاح الصيانة الذي أنشئ في عام 1374 الموافق 1953 ميلادي في مدينة الطائف، وسلاح المشاة الذي تطور من جنود للهجانة إلى الجنود النظاميين في وحدات عسكرية منظمة. وقد اهتمت قيادة سلاح المشاة بتشكيل وحدات للمظليين والقوات الخاصة، مع إنشاء مدرسة للمظلات في مدينة جدة في العام نفسه لتأهيل ضباط وأفراد من القوات المظلية.

وفي عام 1374 هجري، تم نقل المهندسين السلاح إلى مدينة الرياض، وأصبح من الأسلحة الرئيسة المساندة، ثم شكل أول فوج للمهندسين في مدينة الطائف عام 1375 ميلادي، وتبعه تشكيل وحدات أخرى في مختلف مناطق القطاعات العسكرية. أما سلاح الإشارة فشكلت أول وحدة إشارة ميدانية في عام 1375 هجري، وشكلت قيادة السلاح في عام 1379 هجري، ثم انتقلت القيادة من مدينة الطائف إلى العاصمة. وفي عام 1377 هجري، تم تشكيل قيادة سلاح الفرسان التابع لسلاح المدرعات.

وفي العام نفسه كذلك تم تأسيس قيادة سلاح الدعم ومهمته إمداد ودعم تشكيلات القوات البرية بكل احتياجاتها. وأخيراً في عام 1379 هجري، تم الفصل بين سلاح النقل وهيئة الصيانة والنقل في هيئة إمدادات وتموين الجيش وأصبح سلاًحا مستقلاً بذاته. أما سلاح الطيران الملكي السعودي فقد أنشئت القوات الجوية في عهد الملك عبد العزيز بإمكانات قليلة، وبدأت بمكتب صغير تابع لمكتب شؤون الطيران بوزارة الدفاع في جدة، وأخذت هذه القوة تتوسع وتتطور تدريجياً حتى تم تأسيس سلاح الطيران الملكي السعودي سنة 1372 هجري.

‏وفي عهد جلالة الملك سعود أدرك سلاح الطيران الملكي تموين كبير، حيث شكل بداية أول مدرسة منظمة وناجحة لتعليم الطيارين والفنيين للعلوم الجوية الحديثة بمدينة جدة، مع استمرار إرسال الطلبة لدراسة الطيران في الخارج حيث افتتحت مدرسة سلاح الطيران عام 1903/ 1373 ميلادي. وفي عام  1380 ميلادي، تم إنشاء مديرية سلاح الطيران بجدة والمكونة من المكتب العام والعمليات وسرب الصيانة ومحافظة الطيران والإمداد والتموين، ثم انتقلت مديرية سلاح الطيران إلى الرياض عام 1383 هجري واصبح اسمها سلاح الطيران الملكي السعودي.

مدرسة سلاح البحرية:

كانت بداية تأسيسها في عام 1959/ 1379 ميلادي، عندما تأسست ضمن تشكيلات الجيش العربي السعودي وتطورت هذه المدرسة إلى قاعدة بحرية صغيرة بمدينة الدمام. وفي عام 1380 هجري، قامت المملكة بشراء أول قطعة وهي سفينة جلالة الملك من حرس السواحل بالولايات المتحدة، وأدت هذه السفينة دوراً مهما في تدريب الضباط والأفراد وتأهيلهم. وكان من أوائل أنظمة الخدمة العسكرية الكادر العام لرجال الجيش.

‏ حيث حددت فيه رواتب العسكريين وفقاً للرتب العسكري. ثم صدر أول نظام الخدمة الضباط بالقوات المسلحة في عام 1959 ميلادي وتناولت أحكامه القواعد التي تنظم خدمة الضباط في القوات العربية السعودية وحدد هذا النظام الرتب العسكرية للضباط في فروع القوات المسلحة والقطاعات العسكرية الأخرى والرتب العسكرية. وفي عام 1380 هجري، صدر نظام خدمة الأفراد ضباط الصف والجنود، وفي العام نفسه صدر نظام التقاعد العسكري، ويهدف هذا النظام إلى صرف راتب تقاعدي بعد إحالة الفرد أو الضابط إلى التقاعد حسب مدته العسكرية.

ويستحق العسكري عند إحالته للتقاعد راتب شهرياً يعادل راتباً كاملاً إذا وصل في الخدمة مدة 35 عاماً ويستحق معاش تقاعدية عند الإصابة بسبب وقائع حربية أو في أثناء العمل. وأخيراً في عام 1382 هجري، صدر نظام خدمة الفنيين لسلاح الطيران الملكي السعودي.

الحرس الوطني:

وهو من أهم مؤسسات الأمن الوطني في المملكة حيث صدر الأمر الملكي بتشكيل الحرس الوطني وتخصيص ميزانية له في 1375 هجري وأصبح لهم رتبهم ومراتبهم الخاصة ورواتبهم الشهري. ويشمل تنظيم الحرس الوطني أقساماً عديدة تسهم جميعها في عمل مشترك هو الارتقاء بأفراده وبمستوى تدريبهم من هذه الأقسام مكتب شؤون التدريبه ويتولى هذا الجهاز تدريب أفراد الحرس الوطني تدريباً فنياً، حيث يشرف على استقبال المتطوعين وفحصهم طبياً ثم تحويلهم إلى المدارس التدريبية المختلفة.

الوحدات الطبية:

أصبح هناك مجموعة طبية مركزية تكون مهمتها تقديم الخدمات الطبية لجميع أفراد الحرس واستقبال المرضى منهم وإحالتهم إلى المستوصفات الطبية الخاصة بالأفواج.  قامت وزارة الدفاع في انتخاب عدد من المدربين العسكريين من أجل تدريب أفراد الحرس الوطني تدريباً فنياً على استخدام الأسلحة الحديثة، وقد افتتحت مدرسة تدريب أفراد الحرس الوطني بالرياض عام 1387/ 1958 ميلادي، وافتتحت مدرسة أخرى في الحجاز حيث يجري فيها تدريب الطلبة على مختلف الأسلحة الحديثة.


شارك المقالة: