إنَّ العمل التطوعي في المجال الاجتماعي انبثق من الإنسان، فقد عاش في كل المجتمعات الإنسانية، وفي كل الأماكن التي صدرت فيها حضارة من الحضارات، أو ديانة من الديانات، وقد ازدهر العمل الاجتماعي بازدهار المجتمعات اﻹنسانية.
نشأة العمل التطوعي الاجتماعي في الحضارات القديمة:
- القدماء المصريين:
لقد أشارت الصور والرسومات المرسومة على قبور ومعابد المصريين، على أنَّ العمل الاجتماعي التطوعي، لمساعدة الأشخاص الفقراء كان موجوداً عندهم، خصوصاً في حفلات اﻷسر الملكية، وكان الأشخاص العاديون يقدمون تبرعاتهم للمحتاجين.
فقد كانت المعابد هي التي تحصل على الدعم والتبرعات من حصيلة اﻷرض، وإنتاجات المواشي، لتقسيمها على المحتاجين من خلال الكهنة، فقد عرف المصريون الكثير من أعمال التطوع الاجتماعي في مجال البر واﻹحسان. - الرومان واﻹغريق:
كانت الحضارة اليونانية متعايشه مع حضارة قدماء المصريين، كما كان اهتمام أغنياء اليونانيين القدماء مهتماً في عناية أبناء السبيل، وتأمين المأكل والمسكن للغرباء، وتقديم المساعدات للمحتاجين، والغالب على هذه الحضارة قيام خزانة الدولة نفسها بالرعاية الاجتماعية لشعبها.
أما الرومان فقد تجزء مجتمعهم إلى سادة وفقراء، أما السادة فقد كانوا يمتلكون كل شيء، والفقراء أتباع للسادة وليس لهم حقوق أو كيان، وقد تقدمت اﻷمور في هذه الحضارة، أي كان الرومان في العمل الاجتماعي التطوعي يتمثل في درجة اﻷشراف، فهم الذين يقدمون المساعدة للمساكين عندما يشتد القحط.