اقرأ في هذا المقال
لفهم الصلات والارتباطات المحتملة بين التعليم والجريمة يجب أن يكون لدى المرء أولاً فهم للأجزاء الأساسية من هذه المناقشة، وهذه الأجزاء الأساسية هي في الواقع تعريفات للعديد من المصطلحات الأساسية التي يستخدمها الناس غالبًا دون التفكير كثيرًا في دلالاتها الصحيحة، وقد تبدو هذه المصطلحات مفهومة عالميًا، ولكن كما هو الحال مع العديد من المفاهيم الأساسية على ما يبدو فإنّ لها العديد من التفسيرات المختلفة، ولذلك كان لا بد من تقديم تعريفات لعدة مصطلحات أساسية من مثل: التعليم والتحصيل العلمي والذكاء وذكاء الشارع والجريمة.
ما هي منهجية التعليم
تشمل كلمة التعليم كلاً من التدريس والتعليم وتعلم المعرفة والمعلومات، ويمكن أن يشمل ذلك تعلم السلوك الاجتماعي السليم أو استيعاب الكفاءة الفنية، وببساطة التعليم هو قدرة الفرد على معرفة شيء ما وقدرته على القيام بشيء ما باستخدام هذه المعلومات، وغالبًا ما يركز على تطوير مهارات الفرد للعمل بفعالية في مختلف الحرف أو المهن، كما أنّه ينطوي على تنمية القدرة العقلية للفرد والتطور الأخلاقي والفهم العالمي.
يتكون التعليم الرسمي من تعليمات منهجية وتدريس وتدريب من قبل معلمين محترفين ومدربين وأساتذة، بينما يتكون التعليم غير الرسمي عمومًا من تعليمات من الآباء أو العائلات أو الأقران أو التفاعلات الاجتماعية، ويتكون الأول من تطبيق أصول التدريس (أي الاستراتيجيات أو أساليب التدريس) وتطوير المناهج (أي مجموعة من الأنشطة التعليمية لتقديم التعليمات)، في حين أنّ الأخير يتكون من التعلم الاجتماعي الذي يكسبه الشخص من التفاعل مع مجموعات أقرانه الحميمة.
في تقييمات موضوع التعليم والجريمة غالبًا ما يُنظر إلى التعليم على أنّه شيء يتم منحه أو قبوله، مما يؤثر على سلوكه أو سلوكها المستقبلي، وهذا يعني أنّ التعليم هو شيء يغير نظرة الشخص إلى نفسه وبيئته، ويُنظر إلى التعليم عمومًا على أنّه تأثير إيجابي على سلوك الفرد وحياته، ومن المقبول على نطاق واسع أنّه كلما زاد تعليم الشخص كلما كان سلوكه اجتماعيًا وزادت الفرص المتاحة له، وهو سيتمتع بنوعية حياة أفضل في النهاية، والافتراض الأساسي في مجال علم الإجرام هو أنّه كلما زادت جودة الحياة التي يمر بها المرء وقل احتمال تحفيزه للانخراط في السلوك الإجرامي أو غير الاجتماعي.
التحصيل العلمي وعلاقته بارتكاب الجريمة
يُنظر إلى التحصيل التعليمي عمومًا على أنّه مقياس لمقدار التعليم الذي أكمله الشخص في أي مرحلة معينة من حياته، ويتضمن هذا عادةً قائمة بأعلى مستوى تعليمي أكمله الشخص بنجاح (على سبيل المثال دبلوم المدرسة الثانوية ودرجة جامعية)، ويمكن أن يشير المصطلح أيضًا إلى أي نوع آخر من التعلم الفني قد يكون لدى المرء مثل الشهادة الفنية أو الترخيص المهني.
في المناقشات حول التعليم والجريمة غالبًا ما يُنظر إلى التحصيل التعليمي على أنّه إنجاز يُعتقد أنّ له تأثير إيجابي فوري أو طويل الأجل على السلوك الاجتماعي للشخص ونجاحه في الحياة، والرأي العام هو أنّ المستويات الأعلى من التحصيل العلمي تتيح للناس المزيد من الخيارات لمستويات أعلى من التوظيف، وفي المقابل تؤدي المستويات الأعلى من العمالة عمومًا إلى زيادة الدخل، والمنطق في هذا الخط من التفكير هو أنّه كلما زاد دخل الفرد وقل احتمال سعيه لسلوك إجرامي أو اهتمامه بالسلوك المعادي للمجتمع.
الذكاء والجريمة
الذكاء (يُشار إليه غالبًا باسم الذكاء) هو مصطلح شامل يستخدم لوصف قدرة عقل الفرد والقدرات المرتبطة به، بما في ذلك القدرات البشرية مثل القدرة على التفكير والتخطيط وحل المشكلات والتفكير المجرد والفهم والأفكار واستخدام اللغة والتعلم.
هناك بالطبع طرق عديدة لتعريف الذكاء، وهذا صحيح بشكل خاص عندما يطبق المرء هذه السمة على سلوك الحيوان أو حتى على النباتات، ويجادل بعض العلماء بأنّ مفهوم الذكاء يشمل أيضًا سمات مثل الإبداع والشخصية والشخصية والمعرفة و / أو الحكمة، وجادل البعض أيضًا بأن المقاييس التقليدية للذكاء مثل اختبارات معدل الذكاء على سبيل المثال غير كافية لأنّ الناس يمكن أن يظهروا الذكاء بعدة طرق.
وفي اختبارات التعليم والجريمة غالبًا ما يتخذ الذكاء عدة وجهات نظر مثيرة للاهتمام، ويجادل بعض الناس بأنّ المستويات العالية والمنخفضة للغاية من الذكاء غالبًا ما تؤدي إلى سلوك إجرامي ومعاد للمجتمع، ويمكن للأفراد الذين يتمتعون بمستويات عالية جدًا من الذكاء استخدام عقولهم لتوجيه جهود إجرامية كبيرة، وأولئك الذين يتمتعون بمستويات منخفضة جدًا من الذكاء يقعون ضحايا وغالباً ما يكونون بيادق من هؤلاء الأفراد الأكثر تعليماً، وغالبًا ما توجد مستويات أعلى من الذكاء لدى الأشخاص المتورطين في الجريمة المنظمة وجرائم ذوي الياقات البيضاء (مثل الاختلاس)، بينما توجد مستويات أقل من الفكر غالبًا في جرائم غير منظمة وجرائم أصحاب الياقات الزرقاء (على سبيل المثال جرائم الشوارع).
ذكاء الشارع
على الرغم من أنّ ذكاء الشارع ليس مصطلحًا تقنيًا أو أكاديميًا للغاية (يعتبره بعض الناس مصطلحًا عاميًا)، ويستخدمه الكثيرون لوصف القدرات الفريدة التي يمتلكها العديد من الأفراد، وغالبًا ما تستخدم لوصف شخص ليس لديه الكثير من التعليم الرسمي (أي التحصيل العلمي) أو قدرًا كبيرًا من الإمكانية أو القدرة العقلية (أي الذكاء)، ولكن لديه قدرة كبيرة أو ماكرة للبقاء على قيد الحياة تقريبًا والبيئة (خاصة في تلك الخطرة).
وفي اختبارات التعليم والجريمة غالبًا ما يُنظر إلى ذكاء الشارع على أنّه سلوكيات أو قدرات تقود الشخص نحو السلوك الإجرامي أو غير الاجتماعي، وينبع جزء كبير من هذا الرأي من الاعتقاد بأنّ معظم الجرائم على مستوى الشارع أو جرائم الياقات الزرقاء، وبالتالي فهو نشاط غالبًا ما يمارسه الأشخاص الذين يعيشون في الشارع إما عاطلين عن العمل أو يعملون في وظائف الياقات الزرقاء، وقد يجادل الكثير من الناس بأنّ الفطرة السليمة هي شيء يمتلكه معظم المواطنين الملتزمين بالقانون ولكن ذكاء الشارع يمتلكه فقط ما يسمى بالعنصر الإجرامي.
ما هي الجريمة
غالبًا ما يتم تعريف الجريمة على أنّها أي خرق لقاعدة أو لائحة أو قانون راسخ يرتكبه شخص، قد يتم تحديد عقوبته في النهاية من قبل بعض السلطات الحاكمة أو هيئة إنفاذ القانون، وغالبًا ما يتم تعريف الجريمة أيضًا على أنّها أي سلوك منحرف ينتهك القواعد السائدة وعلى وجه التحديد المعايير الثقافية التي تحدد كيف يجب أن يتصرف البشر بشكل طبيعي.
غالبًا ما يتعامل الأكاديميون مع هذا الموضوع من خلال الجهود المبذولة لتحديد الحقائق المعقدة المحيطة بمفهوم الجريمة، كما إنّهم يسعون إلى فهم كيف يمكن أن تؤثر الظروف الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية المتغيرة على التعاريف الحالية للجريمة، ويدرك علماء الجريمة أنّ هذا سيؤثر على شكل الاستجابات القانونية وإنفاذ القانون والردود الجنائية التي تقوم بها أي دولة معينة.
تصنيف الجرائم
هناك العديد من الطرق المختلفة لتصنيف الجرائم، وتتمثل إحدى الطرق الأساسية للغاية في فصلها إلى نوعين وهم:
1- مالا المحظورة: جرائم مالا المحظورة أو الشر المحظور هي تلك الجرائم غير القانونية لأنّ الهيئات التشريعية تسمها وتعرفها على هذا النحو، وهذه جرائم مثل قوانين حزام الأمان.
2- مالا في حد ذاتها: النوع الآخر من الجريمة يسمى مالا في حد ذاته أو الشر في حد ذاته، وهذه الأفعال مثل القتل والاعتداء الجنسي تُعتبر عالميًا تقريبًا ضارة وسلبية.
في اختبارات التعليم والجريمة غالبًا ما يُنظر إلى الجريمة على أنّها أفعال يرتكبها أشخاص يفتقرون إلى التعليم وتفتقر إلى أي تحصيل تعليمي، وغالبًا ما تفتقر إلى أي مستوى أعلى من الذكاء، ومع ذلك فإنّ الجريمة هي تجربة وسلوك إنساني أكثر تعقيدًا مما تمثله وجهة النظر هذه.