التغير الاجتماعي والدور المطلوب منه

اقرأ في هذا المقال


الحياة بشكل عام هي حركة وانتشار  العالم كله في حركة مستمرة ودائمة سواء كانت في عالم المادة أو عالم الإنسان كل شيء في داخل الكون يتحرك باستثناء قانون الحركة، وتتغير المادة والروح والفكر والحركة الاجتماعية لا أحد يعرف الاستقرار والثبات.

التغير الاجتماعي والدور المطلوب:

يعتبر التغير الاجتماعي من أهم القضايا في المجتمع وعلم الاجتماع إن المهنة الأساسية في الحياة هي إحداث تغيرات وإصلاحات في حياة الإنسان ونقلها من موقع إلى موقع أعلى وأفضل، أي تحسين الحركة والانتقال لكن التاريخ والمسار الاجتماعي للأفراد والمجتمعات يتطور في كلا الاتجاهين من حيث إنسانيتهم. لذلك التاريخ والحضارة والأمة والجنسيات والأفراد يتجهون نحو التقدم والاندماج، وأيضًا نحو التراجع والانحطاط في الحياة البشرية ثم هناك قوانين الاستبدال والتداول.

إن روح الإنسان هي نقطة الانطلاق للتغير ما لم يتغير المحتوى الفكري والنفسي للإنسان فلن تحدث تغيرات اجتماعية، وهذا إن التغيرات الفكرية والنفسية لصالح أو الانسحاب والخيانة هي نتيجة مزيج من عدة عوامل.

عوامل التغير الاجتماعي المطلوب:

1- الدافع الغريزي: لدى الأفراد دوافع غريزية في أعماق تكوينها مثل غريزة حب الذات غريزة التملك الغريزة الجنسية غريزة المواجهة حب السيطرة على الآخرين، عندما يتم إطلاق هذه الغرائز دون قيود أو التعبير عن نفسها بطريقة عدوانية أو غير طبيعية مرضية، تتحرك حياة الأفراد والجماعات نحو السياسة والمعتقدات والاقتصاد والعلاقات الجنسية والسلوك الاجتماعي وعلم النفس الشخصي.

عند التطور والتغير في اتجاه معين في مجال الحالة تصبح الاهتمامات الشخصية والملذات الحسية معايير لقياس السلوك الشخصي والاجتماعي، وعندما تتحكم في التعليمات الصحية المنتظمة وتوجهها فإن حياة الأفراد والجماعات في جميع مجالات حياتهم ستتطور في اتجاه إيجابي وبناء.

2- تتأثر الحركة الذاتية للفكر البشري: وكذلك الفهم والإدراك الناتج عن الفكر الإنساني بالعديد من الدوافع مثل صورة واقع الحياة أو التأثير التاريخي أو الظروف النفسية المرضية أو الاستنتاجات الخاطئة من الواضح أن أفعال الإنسان في المجال الشخصي والاجتماعي هي دوافع فطرية، وحركات فكرية وإرادة إذا تم تحليل مكونات المجتمع بما في ذلك ظروفه الاقتصادية والسياسية، وسلوكياته الشخصية والاجتماعية والمفاهيم الثقافية والثقافات في جميع الاتجاهات إذا تم تحليلها فيتم رؤيتها في معظم الحالات على أنها نتاج غريزة الفكر البشري والطريق إلى التعقيد والتكامل  وإلى التعقيد والتغيير الفساد هو نتاج الفكر البشري ورد الفعل النفسي للواقع المحيط.

3- الظروف البيئية الطبيعية: أكدت التجربة والبحوث التاريخية في علم النفس والاجتماع والحضارة أن الآثار التي تصيب الأفراد والجماعات سواء كانت كوارث طبيعية كالفيضانات أو الجفاف أو الخصوبة أو الحروب الاجتماعية  والأمراض و الاضطهاد قد غيّر وأثر على أوضاع الأفراد والجماعات.

4- البيئة الاجتماعية وعلاقتها بالذكاء والتفاعل النفسي: الفرد ليس وحدة ذكاء ونفسية مستقلة ولا يتأثر بالظروف الاجتماعية المحيطة بل أنه يتأثر ويؤثر في محيطة ويقال أن الفرد يولد بصفحة بيضاء وذكائه وشخصيته النفسية تعتمد على ما يحصل عليه من محيطه.

5- الإقناع الفكري: من خلال الدعاية والإقناع وتوضيح المعلومات والحقائق أو من خلال الخداع والتضليل والغباء يعتبر الإقناع الفكري طريقة مهمة للتغير.

ترتبط فكرة التغيير الاجتماعي ارتباطًا مباشرًا بالتغيرات الفكرية للناس في العالم لذلك يكتشف المزيد من الأشخاص أشياء جديدة ويختلفون عما اعتادوا عليه فهو يساعد بشكل مباشر في استقرار مفهوم التغيير الاجتماعي، مما يؤدي أيضًا إلى ظهور العديد  العادات والتقاليد المعترف بها عند الأشخاص الذين تغيروا، وأصبحت جزءًا من حياتهم ويرتبط ذلك بطبيعة الملابس ووقت مغادرة المنزل وقبول أشياء معينة كانت مرفوضة سابقًا والعديد من التغييرات الاجتماعية الأخرى التي حدثت في المجتمع البشري.

تعتبر ظاهرة التغيير الحالية من أهم القضايا في الفكر الاجتماعي الحديث خاصة بعد الحربين العالميتين من أجل تحقيق تنمية هادفة وعملية، بدأ الناس في التحرك نحو التغييرات المخطط لها بحيث لا تحدث التغييرات تلقائيًا دون توجيه واعي، ولكن وفقًا للخطط المخطط لها بمعنى إذا كانت التغييرات المتعمدة في المجتمع اليوم يطورون أساليب ووسائل مختلفة من أجل قيادة عملية التغيير إلى تحقيق وتطوير الكل.


شارك المقالة: