التغير الاجتماعي والسياسي

اقرأ في هذا المقال


لا تخضع الحياة السياسية أو المجتمع البشري لقوانين ميكانيكية صارمة على غرار الرياضيات والعلوم الطبيعية لكل الفلسفات والمعتقدات الدينية والسياسية، التي تؤمن بالأمر التاريخي وتعترف فعليًا بالأوهام وتقدم المعتقدات الخادعة للأشخاص، يمكن تمييز نموذج التغير الاجتماعي والسياسي، بقرار من النخبة الحاكمة ونموذج التغير والنموذج الثوري.

التغير  الاجتماعي والسياسي:

إن للقوة العسكرية وسلطتها دورًا حاسماً في عملية التغيير في البنية الاجتماعية والسياسية والثقافية، سواء كان ذلك في الثورات الوطنية والقومية الاشتراكية التي تلت الاستقلال في داخل المجتمعات أو في الثورات، جاء بعد ذلك تسلل ودخول الجيش إلى السلطة والإرادة السياسية وفشل العملية الديمقراطية على أبواب المذاهب والأيديولوجيات السياسية، في حين أن الدولة وآلياتها أصبحت وسيلة بسيطة لدحر المعتقدات وتحقيق أهدافها تحاول قوانين التغيير السياسي الاجتماعي واستكشاف عملية وإمكانيات التغيير الديناميكي.

نماذج التغير الاجتماعي السياسي:

1- نموذج التغير من أعلى، أي في ظل وجود قرار من النخبة السياسية الحاكمة بضرورة حدوث تغير جذري في المجتمع نحو نهضة ثقافية، إن نموذج التغير من الأعلى لا يتردد في العصر الحديث، ويمكن للمرء أن يصنف تجربة محمد علي باشا “بورقيبة” أتاتورك أو تجربة بطرس الأكبر (1672- 1725) كمثال على ذلك، بشكل عام  تكون تكاليف التغير أقل من التغير من الأسفل ويكون نموذج التغير غير ناجح في حالة وجود حاجز اجتماعي خطير بسبب عدم كفاية القوى، ويحتاج إلى فترة طويلة نسبيًا (على الأقل جيل حوالي 30 عامًا) من استقرار السلطة السياسية لتمكين تنفيذ خطط التغيير الاجتماعي والسياسي.

1- نموذج التغيير من الأعلى: يمكن الثقافة في المجتمعات النامية ومعادلة مفهوم المستبد الصالح، على الرغم من الوعي بالتهم السلبية في هذا المصطلح، من الممكن وفقًا لمبدأ الأدوار المتعددة والإمكانيات ونسبية المصالح عادةً ما يلعب (التغيير) الذي تم تشكيله في هذا النموذج دور رمز الثقة والمساعد ومروج التغيير الاجتماعي والسياسي مع القليل أو الكثير من الاقتناع والاستفادة.

2- نموذج التغير من الأسفل: يمكن العثور على النموذج الثوري وتعبيراته في جميع أنحاء العالم في الثورة الفرنسية والثورة البلشفية عام 1917، هذا النموذج مرتبط بمزيد من العنف والمخاطر، حظي النموذج الثوري باحترام وتقدير كبير في الأيديولوجيات الماركسية والقوميات بشكل عام، ومن المفارقات أن مفاهيم الثورة، والثورة نفسها لا تحظى بالتقدير والاحترام في الثقافة؛ لأن مفاهيم الإصلاح والتحديث والتحول الديمقراطي تكتسب الاحترام والشعبية بشكل متزايد.

يأتي التغير عمومًا من القدوة والكاريزما الأكثر تأثيرًا وفعالية من خلال الحوار والقناعة الشخصية خاصة في المجتمعات التي لا يتم فيها تطوير الاستقلال بشكل كافٍ، ونادرًا ما تؤدي المناقشات القانونية والفلسفية إلى حدوث التغير الاجتماعي والسياسي، الطبيعة والقضايا الاجتماعية المتحضرة علانية تنتقل بين الناس من خلال التقاليد والعدوى وهذا هو موضوع حديث حول التحول الديمقراطي وانتشار قيم حقوق الإنسان.

إن التغير الذي يحدث في المجتمعات من الناحية الاجتماعية والثقافية هو واقع تحول يحدث على عدة مراحل، مما يعني أن لدينا صلة بين السياسة والنظام السياسي وكذلك بين المعتقدات الاجتماعية والثقافية، لا يمكن تجاهل القيم والسلوكيات يمكننا التدخل في هذه العملية بأي شكل من الأشكال في الأنظمة الديمقراطية، عادة ما يكون النظام السياسي نتاجًا للقيم والمعتقدات والثقافة في كل مجتمع لذا فإن القول (ما لا يُعطى لك) هو حقيقة واضحة جدًا في الأنظمة الديمقراطية.

فيما يرتبط بالتغير الاجتماعي وأثره على التغير من الناحية السياسية، أو التغير الاجتماعي وأثره على التغير السياسي فقد تعامل العديد من علماء الاجتماع مع هذه القضية على أساس أن التغير الاجتماعي والسياسي ليس دائمًا إيجابيًا ولكن في بعض الأحيان يكون التغير إلى التراجع في التغير السلبي.

فإذا كان استثمار عوامل التقدم والتنمية المناسبة في المجتمعات البشرية بشكل عام فإن التغير الاجتماعي يأتي على عدة مراحل إذا أردنا أن نكون إيجابيين، وفق بعض المراحل والأساليب العلمية والاعتماد على بعض النظريات ومنها وهو ما يسمى أحياناً (النمو الاجتماعي) أي أن المجتمع يعيش في حالة واضحة من النمو والتبديل في القيم والمعتقدات والسلوكيات وأنماط التفكير.

يجب أن يبنى على ما يسمى (الإصلاح الاجتماعي) إذا أراد أن يكون التغير إيجابياً يجب أن يكون هناك إصلاح في العديد من الجوانب السلبية والمحوسبة للمجتمع التي لا تتطور ولا تؤسس لحالة تنمية إيجابية تواكب الشركة التطور والتقدم في جميع المجالات (التكنولوجية، الاقتصادية، القيمة)، كل هذه القضايا يجب أن تعتمد على عملية التغير أو التغيير الاجتماعي حتى يكون التغير مفيدًا وإيجابيًا، وبالتالي يكون له تأثير إيجابي على النظام السياسي في أي دولة.

المصدر: مدخل الى علم الاجتماع،محمد عبدالهادي،2002مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2010التغير الاجتماعي والثقافي،دلال ملحس،2012التغير الاجتماعي ودوره في تغير القيم الاجتماعية،لطيفة طبال،2010


شارك المقالة: