التغير الثقافي والتنظيم الاجتماعي:
حينما يتم التصريح بقرار يختص بالتغير الثقافي الذي يحتاج إلى قناعة أفراد كل مجتمع، هذا يعني أننا في بداية عملية التفاعل الإنساني المسؤول عن تنمية الفكر والاختراع، ولكن هذا لا يعني أن الثقافة من صنع فرد أو جيل معين؛ لأن من أهم خصائصها التراكم والدوام والانتشار، بمعنى أن التغير الثقافي أوسع نطاقًا من التغيرات في البناء والتنظيم الاجتماعي.
الإنسان يميل نحو حب التغير من منطلق التجدد والتطور طبيعة كامنة في ذات البشر وجزء لا يتجزأ من التركيب النفسي للفرد، وأحد المقتضيات الأساسية لوجوده الثقافي وأداء واجبات حياته اليومية.
مفهوم التغير الثقافي نحو الاختلاف:
مفهوم التغير يتجه إلى الاختلاف النوعي أو الكمي وما بين الحالتين الجديدة والقديمة أو اختلاف الأمر عما كان مألوف عليه، لكن ليس من الأمر المهم أن يسير هذا التغير دائمًا نحو التقدم إلى الأمام، لأنه قد يكون أحياناً إلى الوراء فيعدّ تخلفًا لأنه كان في سياق التغير لا التطور.
كما أن مصطلح التغير ذاته قابل للأفعال الإيجابية والسلبية في نفس الوقت ومحايد لو عرفنا الدائرة التي نريدها؛ لأن التطورات التي تتم يمكن أن تتخذ اتجاهاً إيجابياً، وتقود إلى النمو والازدهار كما قد تنمو سلبياً فتدفع إلى الذبول أو الانهيار، ومن هنا يمكن لهذا المصطلح أن يأخذ منحى وفقا للاتجاه المحدد مسبقًا.
عاشت المجتمعات الغربية على وجه التحديد تجارب عدة على صعيد التغيرات الاجتماعية، بحجة الدخول إلى ساحة التطور بعيداً عن التوقع والتقليد اللذين كانا سائدين على مدى قرون، ولا شك أن أي تجربة تخضع للتجاذبات إلى أن تحل المبادئ الجديدة.
عندما يتم أخذ قرار الاختلاف في الثقافة الذي يتطلب إلى قناعة أبناء كل مجتمع يعني أننا في بداية عملية التفاعل الإنساني الذي لديه مسؤولية تنمية الفكر والاختراع، ولكن هذا لا يعني أن الثقافة من صنع فرد أو جيل معين؛ لأن من أهم خصائصها التراكم والدوام والانتشار بمعنى أن التغير الثقافي أوسع نطاقًا من التغيرات في البناء والتنظيم. الاجتماعي.
وتلك التميزات هي تلك التي تطرأ على كافة جوانب الحياة في المجتمع، وأي تغير في الجزء يؤدي إلى تغيرات في البناء الكلي، يعني تحولات جذرية في نواحي الحياة المختلفة التي يعيشها البشر في أي مجتمع كان.
إن التعامل مع البيئة بأنواعها المتعددة الاجتماعية والثقافية والطبيعية يقوم على قاعدة التفاعل المستمر، وهذا التفاعل هو من يحدث التغير، وقد توالت التغيرات الاجتماعية والثقافية على المجتمعات في العقود القليلة الماضية وأثرت في حياة وسلوك الأفراد وأحدثت تغيرًا مهمًّا على أكثر الصعد، سواء في المواقف والاتجاهات أو القيم الإنسانية لدى المجتمع، وهذه التغيرات كان لها دور في تغير الثقافة الموروثة للمجتمعات.
في الوقت الحالي اصبح التغير أسرع مقارنة مع الوقت في الزمن الماضي بل وأسرع قبولًا لدى المجتمعات وأصبح متوقعًا، تندثر أغلب العادات الاجتماعية الإيجابية التي كانت محافظة على النظام الاجتماعي، وتماسكه وعدم تعرضه للتفكك والانهيار، مثل قيم التعاون وعدم التعصب رفض قيم الأنانية والانتهازية مثل نبذ العنف والإرهاب وقيم الحياء والعدل والشجاعة والكرم والصدق والإخلاص، كذلك احترام المواعيد والأمانة وغيرها من قيم تكاد تكون مفقودة.
وهذا بتأثير عوامل متعددة منها داخلية وخارجية، منها اجتماعية واقتصادية وصناعية وتعاظم الإعلام، والتطور الذي يختص بالتكنولوجيا والاتصال الواسع بين المجتمعات المعاصرة، الذي أدى إنجازعملية الانتشار الثقافي بسرعة كبيرة، وبالتالي إلى سرعة التغير بوجه عام، فسرعة التغير تتناسب طرديًّا وكثرة الإختراعات التكنولوجية.
هناك اختلاف بين مصطلح التقدم والتغير، فالتقدم يحمل معنى الازدهار المستمر أو السير في خط صاعد، في حين التغير قد يكون مزدهراً أو متراجعاً.
كذلك قإن التغير يعد المعنى الذي يتوافق مع الحالات المجتمعية؛ لأن هذه الأخيرة ليست دائمًا في تقدم متواصل، بل أحيانًا يصيبها التراجع كما يصيبها التقـدم.
يعد مبدأ التغير في الوقت الحالي من أهم الحسابات التي تشغل الفكر الاجتماعي المتقدم، وبالرغم من إيجابياتها إلا أنها أثرت في تغير رهيب بالمجتمع، لذا من الضرورة العمل على تكامل دور مؤسسات التنمية الاجتماعية والثقافية.
والتي من إمكانياتها العمل بدور نشط في النشأة الثقافية والاجتماعية للأشخاص والوقوف بوجه الأسباب السلبية، لتوثيق مبدأ التغير الاجتماعي والثقافي التي تعتبر بمكانة الطريق المتاحة تجاه مجتمع فاهم ومواكب على التعايش مع التطور.