التنظيم العسكري:
يعتبر التنظيم العسكري والإداري عمود الدولة الأموية وأس مجتمعها، فالمجتمع والدولة عسكريان تمت إقامتهما على الفتوحات واسغلال الموارد، لم تكن تعرف الجزيرة العربية قبل الإسلام أي جيش حقيقي إلّا عندما حدث احتلال أجنبي في دولة اليمن، وقامت بعدها بتجنيد كل أفراد القبائل لكن لم يكن قد تمَّ إيجاد أي تنظيم عسكري.
ونشأ الجيش عند ظهور الإسلام في الغزوات التي قادها أو حضرها الرسول صلَّ الله عليه وسلم، وكان تركيزه على الجهاد واضحاً كواجب على كل مسلم، وكان كل شخص صحيح الجسم مجبراً على الجهاد، وأعفى عمر بن الخطاب المقاتلين من الجري وراء لقمتهم، فأجبر الشعوب المغلوبة على تلبية حاجات العرب عن طريق دفعهم الخراج والجزية.
وقد جُعلت الأراضي ملكاً مشاعاً، فكانت السواد لمقاتلين الكوفة، وخوزستان لمقاتلين البصرة، وكان معظم إنتاج النفقات المخصصة لمعيشة المقاتلين وأهلهم.
التنظيم العسكري في الشام:
كان مقاتلين الشام دائماً بحالة جهاد دائمة؛ وذلك بسبب موقع الشام الجغرافي كثغر للبيزنطيين، ويتكون مقاتلين الشام من اليمن وبلي وكجذام وبهراء وغسان والسكون حمير ومذحج وقيسي الحجاز، وكانوا ينقسمون إلى مشاة ورماة وفرسان، وكان مقاتلين الشام في أشد قوتهم في عهد معاوية بن أبي سفيان إلى آخر عهد هشام بن عبد الملك، فقد لقبهم يزيد بن مهلب بجبال حديد، فكانوا شديدي التماسك وقدرتهم العسكرية عالية.
وكان جيش الشام يتميز بالمشاركة في الجهاد بخراسان والهند وإفريقيا والأندلس، كما أنهم قضوا على الثورات في العراق والحجاز، وأدى اسقرار الأمويون في الشام منذ عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان لارتباط المقاتلين بهم ارتباطاً قوياً، وبذلك فإننا نعتبر جيش الشام هو جيش الدولة.
التنظيم العسكري بولايتي العراق والبصرة:
كان عدد مقاتلين البصرة عنندما جاء عليها زياد بن أبي سفيان هو أربعون ألف مقاتل، وزاد عددهم إلى ثمانين ألف مقاتل في عهده، وكانت الذرية ثمانون ألف فرفعهم إلى مائة وعشرون ألفاً، ويرجع السبب في ارتفاع عدد المقاتلين في ععهد زياد إلى هجرة هجرة عدد من الأزد من عمان إلى البصرة، وكانت هجراتهم متتالية وغير منتظمة، وكان هدف الهجرة؛ البحث عن سبيل لنيل موارد الرزق، وقد تسبب مجيئهم بحدوث الفوضى، وذلك بسبب تعصبهم القبلي.
وقد عمل زياد على الحد من هذه الهجرات وذلك باتباع العديد من الإجراءات، فقد عمل على نقل المقاتلين لولايات أخرى، فأمر والي خراسان الربيعبن زياد الحارثي بأن ينقل خمسون ألف مقاتل وعائلاتهم من البصرة والكوفة إلى خراسان والإستقرار فيها. وأيضاً عمل على نقل المقاتلين العرب، فانتقل الزط والسيابجة إلى السواحل الشامية لحماية الثغور، وفي عهد عبد الملك قام زياد بنقل الأزد وربيعة من البصرة إلى الموصل.