التنوع الثقافي كقوة:
لا بد لنا من معرفة كافة الأمور التي قام الأفراد باتباعها، تلك الأمور التي جعلت الأفراد يتخذون من الثقافة سبباً نحو شقائهم، بدلاً من أن يتخذونها سبباً في تنميتهم لأبعاد كثيرة، إذا نظرنا من حولنا إلى مجموعة التحديات التي واجهت الأمم في القرون الماضية، قد نجد أنه ما يقارب 75 بالمائة من الصراعات الرئيسة التي حدثت حول العالم لها أبعاد ثقافية.
ووفقاً لمجموعة الدراسات التي قام بها الباحثين المختصين بالثقافة، فقد وجدوا أن التنوع الثقافي يمثل القوة الرئيسية للتنمية، سواء كانت هذه التنمية على نطاق اقتصادي أو اجتماعي، بل تم اعتبارها أيضاً كعملية متكاملة تساعد الأفراد على العيش ضمن حياة ذات أبعاد فكرية ومعنوية وروحية قائمة على الثقافة باعتبارها أكثر تكاملاً، لذلك تم اعتبار يُعتبر التنوع الثقافي عملية مستقلة ضرورية هدفها الأول تحقيق التنمية المستدامة القائمة على الثقافة.
المعاني المتعددة للتنوع الثقافي:
وقد جاء ضمن المعاني المتعددة للتنوع الثقافي بين الأفراد، بأنه يعبر عن الحوار القائم على الثقافة بين الشعوب المتكافئة، حيث تم اعتباره عملية متبادلة بين كافة الأفراد في المجتمع، وأيضاً اعتبر التنوع الثقافي بأنه يمثل التفاعل المتبادل بين كافة المعتقدات والمذاهب المتنوعة، وقد ساعد التنوع الثقافي بشكل متناسق على بناء عالم جديد تسود فيه كافة مفاهيم التسامح واحترام المغايرة.
يعبر التنوع الثقافي عن مجموعة من أبرز التخيلات والأفكار التي تنتمي لجماعة شعبية معينة، ذلك الانتماء يكون نتيجة لخبرات الأفراد ذات الأبعاد العمقية إضافة إلى تجاربهم الثقافية، إضافة إلى كافة أعمالهم التي يكون الهدف منها الوصول إلى حياة ثقافية ليتم اعتبارها الدافع الأهم في عملية الاحتفاظ بالكثير من العادات والممارسات الثقافية الموروثة، والمحافظة على استمرار تفعيل الهوية الثقافية والإحساس بالذات، والعمل على تنمية موارد التقدم الثقافي.
ورغم وجوب عملية الحفاظ على التنوع الثقافي إلا أن بعض الدول، ولا سيما الدول المتقدمة اعتبرت فقط من تمارس هذا التنوع بدقة تامة، وقد ساعد التنوع الثقافي هذه الدول على حماية البعض من تراثها الثقافي، حيث يرجع ذلك إلى أسباب اقتصادية وثقافية، وفشلت في الحفاظ على البعض الآخر.