اقرأ في هذا المقال
الثقافات المتغيرة في عملية التنظيم الحضاري والاجتماعي:
إن التغير الثقافي يضم التغير الاجتماعي ضمن المفهوم العام لهذه الدلالات الاجتماعية والفكرية، كذلك يحدث التغير الاجتماعي في عملية التتظيم الاجتماعي، أي في بناء المجتمع ووظائفه.
أصبح التغير الاجتماعي جزءاً من التغير الثقافي الذي يشمل جميع التطورات التي تحصل في أي فرع من فروع الثقافة، كالفن والعلم والتكنولوجيا، كذلك أيضاً التطورات التي تحصل في التنظيم الاجتماعي، وعلى هذا يكون التغير الاجتماعي من نتائج التغير الثقافي.
تتغير الثقافة بصفة رئيسية من خلال تراكم العوامل الثقافية المستعارة، فالعوامل الثقافية الحديثة تنسجم مع النظام الثقافي وتحدد السمات الثقافية الموجودة فيه، وهناك مجموعة من الخطوات في عملية انتشار التغير الثقافي مبنية على عملية التنظيم الاجتماعي والحضاري وهي:
تأتي صفة ثقافية جديدة أو عامل ثقافي جديد، فتنتشرهذه السمات من المركز الثقافي الأصلي لها، كذلك هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تؤثر في عملية الانتشار الثقافي، وخلال عملية انتشار السمات الثقافية الجديدة في النظام الثقافي، يمكن أن تتغير وتتحد ثقافياً مع سمات أخرى ذات علاقات ثقافية مختلفة.
أثناء عملية الانتشار الثقافي يعمل الطرف الثقافي الجديد على خلق مشكلة ثقافية للأبنية الثقافية القائمة، ويقوم هذا الطرف الثقافي بالتنافس والتصارع مع الثقافات الأخرى على البقاء، ومن جهة أخرى يمكن أن يساند بعض السمات الثقافية القائمة ويساعد على انتشارها.
انتشار العامل الثقافي الجديد وتوسعته تؤدي إلى تغير أساسيات الثقافة القائمة، ومن ثم تعود إلى الارتباط بالثقافات الأخرى بهيكل يتيح لها استقبال واستيعاب المزيد من العوامل والسمات الثقافية الجديدة.
التغير الثقافي والتطور الحضاري:
تعتبر عملية التطور الثقافي عبارة عن مجموعة من التعديلات في العلاقات ذات الطابع الاجتماعي في اتجاه معين، والتطور الحضاري يقوم على مجموعة من أساسيات الروابط الثقافية بين عامل الزمن ونشأة الثقافات وتغيرها، وهذا يعني أن الثقافات الأكثر تطوراً لا بد أن تظهر بشكل أساسي في المقدمة الحضارية نتيجة للتغيرات التي تطرأ عليها.
كذلك يجب معرفة أن التغير أوسع من التطور؛ لأن التغير قد يشمل جوانب ثقافية متنوعة، ولا يتجه دائماُ إلى الأفضل، على عكس التقدم الذي يقود إلى الازدهار والرقي بالمجالات الاجتماعية والثقافية نحو الأفضل.
