الثقافة السياسية والوعي السياسي:
لا يمكن لنا أن نحصر الأهمية المتوقعة لهذه الثقافة على كونها عملية يتم توجيهها لمعرفة السلوك الثقافي لكافة أفراد المجتمع، وكذلك تحديداً على كونها أمر يقوم بتوضيح روابط علاقة الفرد بالثقافة، وكذلك اتجاهه نحو السلطة الثقافية، ولكن هذه الثقافة تعمل على أمر التوضيح لاستجابات الجماهير ضمن مجموعة من الظواهر أو الممارسات المعروفة بين الأفراد.
لا بد لنا من المعرفة التامة بالثقافة السياسية بأنها تهتم بشكل كامل في عملية توضيح الاتجاهات التي تعبر عن الرأي العام ضمن مجتمع ما وذلك يكون نحو مجموعة من الأحداث أو الثقافات داخل هذا المجتمع المرصود، إذّ لها دوراً كبيراً في عملية تشكيل استجابة الأفراد للرأي العام والأحداث الثقافية المختلفة.
كذلك تشير مجموعة من الأمور التي تختص بالثقافات ضمن مسار الرأي العام، وقد قام بها مجموعة من علماء الثقافة وقاموا بدراسة المجتمعات من كافة النواحي الثقافية التي يمكن لها أن تسير على نمط ثقافي واحد، إذّ يحدث ذلك بهدف الوصول إلى القدر الأكبر من المعرفة بكافة اتجاهات الرأي العام الذي يتواجد فعلياً أو من المتوقع تواجده ضمن المجتمع الثقافي.
مفهوم الثقافة السياسية:
تبرز هذه الثقافة مجموعة الأمور المتعارف عليها بين أفراد مجتمع معين، وهذه القيم تعمل على تحديد الاتجاهات التي يتبعونها بما يختص بهذه الثقافة ومكانتها في المجتمع، وكذلك تقوم بدورها الأمثل في عملية تحديد سلوكيات المجتمع ذات الطوابع السياسية، ولا بد لنا من المعرفة التامة بما تقوم به هذه الثقافة كانعكاس الوجود الاجتماعي للأفراد.
كما تسهم خصائص البنية الثقافية والاجتماعية التي تكون معروفة في المجتمع خلال مرحلة زمنية معينة،في عملية تكوين الرأي العام الثقافي بما يختص بالظواهر المتعلقة بالسلطة ذات الطابع الثقافي.
ولا بد لنا من المعرفة التامة بوجود مجموعة من القيم الثقافة السياسية التي اعتمدت عليها الدراسة هذه الثقافة،ومن أبرز هذه القيم التي تواجدت في المجتمع عملية الطاعة المطلقة للسلطة والاستسلام للسلطة والخوف منها، وفي هذه العملية يمكن للفرد التعبير المطلق عن ميوله وتكيفه الكامل مع ظروف هذه السلطة، ويمكنه أيضاً التغاضي الكامل عن عملية استبداد السلطة.