اقرأ في هذا المقال
الثقافة لدى علماء الأنثروبولوجيا:
كافة علماء الأنثروبولوجيا الأمريكيون بالأخص منهم، فإنهم حسب اعتقادهم أن الثقافة أوسع من الحضارة بدرجات كثيرة، لأن الثقافة تعتبر الأسلوب الرئيسي الأكثر أهمية للحياة في مجتمع ما، تشمل كافة أنماط السلوك التي يعبر بها الإنسان عن نفسه والتي يشاركه بها الآخرون.
كافة الثقافات تشتمل على مجموعة من أمور الأدب والفن الثقافي، إضافة إلى مختلف الديانات والميثولوجيات والأخلاق أو الآداب القومية والشعبية وكافة مظاهر الحياة الاجتماعية، أما الحضارة في رأيهم فهي إما ثقافة العالم بأسره، أو ثقافة مجتمع كبير نسبياً تدوم لفترة زمنية طويلة، وتتضمن قيام المدن والتنظيمات السياسية والإدارية الواسعة، وتضم التخصص في المهن والأعمال والأدوار الاجتماعية.
أي أنه لا يجب أن تكون عبارة عن ثقافة مستقلة لأي شعب ما فقط لأنه ليس له حضارة خاصة فيه، فالثقافات إسناداً على رأي علماء الأنثروبولوجيا تعبر عن مجموعة صفات المجتمعات المتطورة الحائزة على قسط من التطور والتثاقف فهي تشير إلى شكل متطور من الثقافة، ومن الأمثلة على ذلك الهنود الحمر والأسكيمو على سبيل المثال لهم ثقافة لكن ليست لهم حضارة.
الفرق بين الثقافة والحضارة لدى علماء الأنثروبولوجيا:
وإن كانت ثقافة بعض الأفراد مهما خاصة بهم تساهم في التطور الحضاري الشامل لجميع المجتمعات على اختلاف نطاق ثقافاته، لهذا كانت الثقافة أشمل بكثير من الحضارة، فالثقافة تعتبر عامة لكل المجتمعات، أما الحضارة فهي خاصة بالمجتمعات الأكثر تطوراً، وهي حصيلة كل الثقافات، والنتيجة لذلك تكون أن الحضارة شريحة خاصة من شرائح الثقافة فليست كل الثقافات حضارات في حين أن كل الحضارات ثقافات أو أن الحضارة الواحدة هي التركيب الأعلى لجميع الثقافات.
وتكاد الحضارة ضمن حالة التفريق بينها وبين الثقافة أن تكون عبارة عن تلخيص لعملية تثقيف متواصلة، تتولاها قومية من القوميات الثقافية، وفي كل مرحلة تتلخص الحضارة العالمية في ثقافة قومية خاصة لشعب معين، وعندما تؤدي الثقافة دورها تعود لتصبح خاصة بالمجموعة الإنسانية التي قامت بإنتاجها، كذلك إن الثقافة القومية تستطيع في وقت من الأوقات أن تبلغ القمة فتصبح هي والحضارة أمرين متناسقين، من هنا يمكن الحديث عن الحضارة أنها ذات معنى أشمل وأدق من الثقافة على كافة النطاقات.