الثقافة مدخل لبناء نظام عالمي جديد

اقرأ في هذا المقال


الثقافة مدخل لبناء عالمي جديد:

في ظل الأزمات والحروب الثقافية الناشئة في مناطق شتى من العالم في يومنا هذا، والتي باتت تهدد الأمن والسلم الثقافي، وفي ظل هذه الأجواء صدرت دراسة حديثة للعلوم الثقافية، تحمل عنوان تحالف الحضارات الثقافية لبناء نظام ثقافي عالمي جديد.

إذا اتبعت كافة المجتمعات الدولية مبدأ الثقافة نحو بناء هيكل ثقافي عالمي جديد، قائم على تحالف الحضارات وفق منهجين ثقافيين من أجل التعاون الثقافي الدولي، في أساسيات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن تفاقم الأزمات الإقليمية والدولية على شتى المستويات، قد يتسبَّب في تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى نشر الثقافات الدولية، وقيم الوئام والحوار الذي يجمع بين كافة الشعوب ويقرب بين الثقافات ويشجع على التناسق بين الحضارات.

هذا الأمر الذي إذا ما استمر على ما هو عليه من عمليات التماسك الثقافي، يؤدي إلى تواجد المزيد من الاتفاقات ذات النوازع الثقافية والدوافع المتنوعة والأهداف المختلفة.

يمر المدخل الثقافي بمراحل عديدة إلى بناء نظام عالمي جديد، عبر مجموعة من الحوارات الثقافات إضافة إلى وجود تحالف كبير بين الحضارات وتعايش الشعوب والأمم، في إطار من الاحترام المتبادل للمعتقدات وللاختيارات والخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية وللكرامة الإنسانية التي تعود على المجتمعات بأمر بناء عالم ثقافي جديد .

تجليات تبلور الوعي الإنساني الثقافي لبناء نظام عالمي جديد:

يأتي بعد ذلك إلى أنّه من تجليات تبلور الوعي الإنساني الثقافي، على إثر الصراعات الثقافية التي عرفتها البشرية والأزمات التي عاشها العالم، أنّ تـزايـد الاهتمام لدى القيادات الفكرية والثقافية والعلمية العالمية ذوي الإرادات الحـرة، بالسعي من أجل بناء نظام عالمي جديد، ليكون بديلاً عن النظام الحالي الذي يرهق كاهل الإنسانية بتنكره للقيم السامية وللمبادئ المثلى.

وقد تم الوصول إلى نتيجة ثقافية أساسها، إكمال دورها الذي اهتم في كافة الحوارات بين الثقافات والتحالف بين الحضارات في تعزيز السلام الثقافي العالمي، والعمل على نشر قيم التعايش السلمي التي ساعدت على بناء نظام عالمي جديد.

ويبقى السبيل إلى بناء نظام عالم جديد للأجيال القادمة، وفق مجموعة من القيم الثقافية، هو تنمية كافة القيم المشتركة التي تتمثل في القوانين الدولية، وفي القيم والمبادئ السمحة التي جاءت بها الأديان، وتلك التي صاغها المفكرون الأحرار والفلاسفة العظام والعلماء المنصفون عبر المسيرة الإنسانية.


شارك المقالة: