الثقافة والتنمية الإنسانية

اقرأ في هذا المقال


الثقافة والتنمية الإنسانية:

يشكل مصطلح الثقافة في مكونها الأساسي عبارة عن قوة ديناميكية بهدف التجديد، إذّ أنها ليست عبارة عن مجموعة جامدة من الأشكال التي تفرض أساليبها وقيودها على كافة الأفراد في المجتمع، بل هي عبارة عن أمور مستمرة من التفاعل والتناغم الدائم القائم على أساس التغير التفاعلي المستمر في مختلف مستوياتها وعناصرها.

إذّ أن أنظار الناس وأفكارهم وسلوك استجابتهم نحو الثقافة تتغير بأشكال متفاوته، في اتجاهين الزمان والمكان، وهذا التغير يشمل كافة أمور التعبير الثقافي وأساليبه الاجتماعية.

عصر العولمة معروف بتسارعه الكبير وتكاثفه على صورة تدفقات هائلة لرأس المال والمعلومات، حيث يؤثر بقوة وعلى نحو متجانس في مختلف الثقافات المحلية وينحت فيها، ومع أن هذا التأثير يحقق نوعاً من التكامل فيما بين الثقافات المحلية.

التنمية الثقافية ومجالاتها:

إذّ توفر التنمية الثقافية أيضاً مجالات نادرة ومستجدة لملايين الأفراد في قطاع العمل، فإنه في نفس الوقت تؤدي إلى إلغاء كافة الأساسات الثقافية التي تستقل بها الثقافات المحلية، كما أنه يضيق لهذه الثقافات هويتها الخاصة وقدرتها على الاستمرار والمنافسة، وغالباً ما يكون هذا التأثير أكبر واشد وأخطر على ثقافات المجتمعات التقليدية التي تتعرض لصدمة الحداثة العالمية الجديدة.

لا يمكن للتنوع الثقافي أن يشكل منصة للاستيلاء على حقوق الإنسان وجعل قيمتها الحضارية ناقصة، تلك القيم التي قامت بترسيخ نفسها القوانين الدولية وعظمت من أهميتها.

التنوعات الثقافية التي تتنافس معها عملية تحقيق المساواة بين حماية الثقافات المحلية، تلك التي تقوم بالمحافظة عليها في نفس الوقت، يكون هدفها الرئيسي قائم على احترام حقوق الإنسان العالمية وترسيخ أهمية التنوع الثقافي، لأن الثقافات المحلية في أغلب الأوقات تنطوي على مضامين ثقافية تقليدية، إذ تقوم بترسيخ العنف القمع والاضطهاد وتؤصل لقيم وممارسات مضادة لعملية التنمية بحد ذاتها.

ومن المعروف أن حقوق الإنسان تتميز بالاشتهار، وتتمثل في القاعده التي أصدرتها الدول ولاسيما في سياسات الأمم المتحدة، فحقوق الافراد معروفة لدى جميع البشر والثقافات والمجتمعات بدون استثناء، ويضاف إلى ذلك أن جميع الاتفاقيات والعهود الثقافية والتربوية التي أبرمتها اليونيسكو قد تميزت بالشهرة العالمية.


شارك المقالة: