الثقافة وعلاقتها بالمجتمع:
إن الثقافة للشخص الواحد تعتمد على المعرفة، لكن الثقافة بالنسبة إلى المجتمعات بأكملها تتعلق بالمميزات الاجتماعية جميعها على اختلاف تصنيفاتها، بغض النظر عن أنها متعارفة.
إذ يمكن اعتبار بعض العادات والتقاليد كعادات الزواج، جزء معين من ثقافة المجتمعات، كما يمكن اعتبار أسلوب تعامل المجتمع مع كافة الجنسيات، دليل على ثقافته المميزة، إضافة إلى المقياس المعرفي الذي تكتسب الثقافة من خلاله، كالكتب والتاريخ والحركة المسرحية أو السينمائية، كلها تدخل ضمن المؤشرات الثقافية للمجتمع.
هذا التعدد في الاستخدام الاجتماعي لصفة الثقافة المتغيرة بالتنصنيف، أدى إلى ظهور سياقات كثيرة، وتقسيمات عديدة، كان أبرزها الثقافات القومية، ومثقفي البروليتاريا، إضافة إلى صراع الثقافة الرأسمالية، والثقافة الاشتراكية.
فضلاً عن معاني ومسميات كثيرة للثقافة، كالثقافة الاستهلاكية، ثقافة التسامح وثقافة الانترنت وغيرها، لكن ما هو دور الثقافة في المجتمع؟
ما هو دور الثقافة في المجتمع؟
يناقش الكثير من الباحثين ما هو عمل الثقافة في إبراز دور المجتمع وتنميته، كما يقومون بالبحث عن الدور الذي تلعبه الثقافة في النهضة المتحضرة الشائعة لأمة من الأمم.
لكن الشائع والمتفق عليه بين كافة الشعوب، أن النهضة الثقافية لا يمكن لها أن تُحدث التجديد الذي يرجوه المثقفون، أو العامة، إلا إذا ترافقت مع نهضة عامة في مجالات أخرى.
الثقافة ترتبط بالمعرفة بشكل كبير:
تتعلق صفة الشخص المثقف بمدى موسوعة معرفته، حيث يُعتبر جميع الأفراد القائمين في الشؤون المعرفية، من الطبقة الثقافة العالية، كالشخص الكاتب والشاعر والممثل وغيرهم.
كما نجد أن هذه الصفات، تكسب صاحبها الكثير من قيم الاحترام الاجتماعي، حيث تعتبر الطبقة المثقفة، مسؤولة بشكل مباشر وبدون أي حواجز، عن المساهمة في تطوير الثقافة العامة في المجتمع، وتحمل على عاتقها، مسؤولية كافة الهموم الاجتماعية للناس المعيشية منها والسياسية والدينية.
مسؤولية المثقف نحو المجتمع:
سيحاسب المجتمع المثقف في حال تراجعه، أو اتخاذه موقفاً لا يتسق مع مواقفه السابقة للأمور القائمة، لأن المجتمع ينظر إلى المثقف كشخص مدافع عنه، وأيضاً حافظ لوجوده الحضاري، بينما لا يحفل الناس، بتغيير مواقف السياسيين.
لأن هذا هو عملهم الرئيسي، ولا بد من الإشارة لذلك؛ إلا أن التقاليد الثقافية على المستوى الشخصي “المستوى الفردي”، لا يمكن أن ترتبط بالشهرة، أو الإنتاج الإبداعي للفرد، بل ترتبط بكمية المعرفة، حيث أن الإلمام بمواضيع عديدة، سيجعل من الفرد مثقفاً، حتى وإن لم يقدم منتجاً.