كيفية الدمج بين الثقافة والهوية:
كان مفهوم الثقافة يشهد منذ فترة زمنية نجاحاً خارج الدائرة الضيقة الخاصة بالعلوم الاجتماعية، فإن هناك مصطلح آخر وكثيراً ما يقترن به، وهو مصطلح “الهوية” ذلك المصطلح الذي يزداد استعماله تواتراً إلى الحد الذي جعل بعض المحللين يرون فيه تحديث معين “موضة”.
يبقى أن نعرف ما الذي تعنيه كلمة “موضة” الهويات هذه ، كذلك أن نعرف ما نعنيه بمصطلح “الهوية” وهذه المصطلحات على أيّة حال غريبة إلى حد كبير عن تطور البحث العلمي.
كثيراً ما تحيل الاستفهامات الكبرى بصدد الهوية إلى مسألة الثقافة، وهناك رغبة في أن نرى الثقافة في كل مكان وأن نجد الهوية لجميع الأفراد، كذلك أزمات الثقافة تدان كما تدان أزمان الهوية، وفي هذه الحالة يجب علينا أن نضع تطور هذه الأشكالية في إطار الضعف في نموذج الدولة.
إن أمر الهويات الحديثة هي عبارة عن عملية الاستمرار لظاهرة تمجيد الاختلاف التي ظهرت خال فترة السبعينات، والتي كانت من فعل مدارات أيديولوجية كثيرة التنوع لا بل متناقضة، سواء أكانت تمجد المجتمع المتعدد للثقافات من ناحية، أم كانت على عكس ذلك من الناحية الأخرى.
مفهومي الثقافة والهوية الثقافية:
غير ذلك، لئن كان لمفهومي الثقافة والهوية الثقافية، وإلى درجة كبيرة تكون عبارة عن مصير واحد مترابط، فإنه لا يمكن المرابطة بينهما دون وجود قيد أو شرط، كذلك يمكن للثقافة عن الاقتضاء أن تكون من دون وعي، في حين يمكن للاستراتيجيات التابعة للهوية أن تعالج الأمر.
بل أن تعدل ثقافة ما، بحيث أن تعدل ثقافة ما، بحيث أن لا يبقى لها الأهمية الكبيرة التي تشترك فيها، كذلك إن الثقافة تنتمي إلى حد كبير لأمور لاواعية، أما الهوية فتحيل على معيار انتماء واعٍ، وفي حقل العلوم الاجتماعية يتميز مفهوم الهوية الثقافية بتعدد معانيه وانسيابيته.
كذك يجب معرفة أن الهوية الاجتماعية لا تتعلق بالأفراد وحسب، ذلك أن لكل مجموعة هوية تتناسب مع تعريفها الاجتماعي، ذلك التعريف الذي يمكّن من تحديد موقعها ضمن الجانب الاجتماعي، والهوية الاجتماعية تعتبر عملية استدماج وإقصاء في آن واحد.