الحرس في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالحرس:

الحَرَس هم الأشخاص المسؤولون عن حماية الخليفة أو الوالي، ويقوم الحرّاس بحمايتهم من أشخاص أو مجموعات حاقده عليهم وكارهة لهم، والحماية تكون في القصر أو في الخارج، وقد ظهر الحرس منذ أيام الرسول صلَّ الله عليه وسلم.

الحرس في عاصمة الدولة الأموية:

كان معاوية بن أبي سفيان أول من وضع الحرس، وجاء قراره بعد محاولة اغتيال الخوارج في عام 40هـ، وكان الحرّاس يقومون بحراسة معاوية في القصر أو خلال جولاته القريبه، وكانوا يستخدمون أسلحة بسيطة خلال عملهم، أما عبد الملك بن مروان كان حرَّاسه يحمونه عند وجوده في البلاط الملكي ليحكم بين الناس، وكان صاحب حرسه هو أبا الزعيزعة.
أما فيما يخص الوليد بن عبد الملك، كان حرَّاسه يحمونه أثناء زيارته لمسجد الرسول في المدينة المنورة، بعد أن تمَّ تزيينه وتوسيعه أثناء خلافة عمر بن عبد العزيز، وأيضاً رافق الحرس سليمان بن عبد الملك أثناء عودته من الحج، وكانت أسلحتهم من السيوف.
وكلُّ هذا يدلنا ويخبرنا عن أهمية الحرس، وأن صاحب الحرس لديه مكانة عالية وهامة، ولكن لا ننكر أن وظيفة الحرس محدودة ومقتصرة فقط على الحماية من الأمور البسيطة، ولا يمكنها أن تحمي الخليفة من الثورات الكبرى، ومن أبرز أصحاب الحرس: الضحاك بن قيس الفهري، يزيد بن الحرالعبسي، كعب بن حامد العبسي، يزيد بن أبي كبشة السكسكي.

الحرس في ولايات الدولة الأموية:

الحرس عند والي البصرة:

كان زياد بن أبي سفيان أول من اتخذ الحراسة، وذلك بسبب تأثره بملوك الفرس، وكان الحراس يمشون بين الحراب والعمد مع الوالي، وكان زياد أول من فعل ذلك، وعمل الحارس يقتصر على حماية الوالي فقط، ويستخدم أسلحة بسيطة، ويكون الحرس مع الوالي في تنقلاته.

الحرس لدى والي الكوفة:

كان القصر الذي يستقر فيه الوالي محميٌّ بالحراس ليلاً ونهاراً، وإذا تم طرق الباب من قِبل شخص غير معروف يتم رميه بالحجارة، وبهذا نستطيع معرفة أن مهمة الحارس هي حماية القصر من أي شخص مشكوك به، أو من أي عنصر مشبوه، وتم تأسيس مؤسسة الحراسة في الكوفة من قِبل زياد بن أبي سفيان والي العراق وخراسان، وقد تم تعيينه من قِبل معاوية بن أبي سفيان.

الحرس لدى ولاة واسط:

كان الوالي عليها خالد بن عبد الله القسري سنة 120هـ، وكان صاحب حرسه هو داود البربري وكان أيضاً صاحب حرس ديوان الرسائل، وهو من الموالي، وكانت له مناصب مهمة مثل الحاجب وصاحب الحرس والكاتب الخاص لديوان رسائل خالد، وربما أن خالداً رأى فيه ما جعله يستحق تلك المناصب. وكان أصحاب الحرس يقومون بحماية القصور، ويحرسون أيضاً المساجين، وكان التطور المستمر للحراسة وظهورها كمؤسسة؛ نظراً لأهمية العراق ومركزها كولاية مهمة.

الحرس لدى ولاة خراسان:

كان أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد والياً على خراسان، وقد قام بتعيينه معاوية بن أبي سفيان، وكان صاحب حرسه عطاء بن أبي السائب الليثي، وينتمي إلى قبيلة مضر وهي أحد قبائل خراسان، وكان من مهماته القبض على كل من يعارض سياسة الوالي، وكما ساهم الحرس والشرطة بالجهاد مع أسد بن عبد الله القسري، وهو الوالي على خراسان من قبل خالد بن عبد الله القسري.

الحرس لدى ولاة المدينة:

ذكر مالك بن أنس: أن صكوكاً خرجت إلى الناس في ولاية مروان بن الحكم، وهي صكوك من طعام الجار، وقد تبايع الناس تلك الصكوك قبل أن يستوفوها، فسأل رجل زيد بن ثابت إن كان أحل بيع الربا إذ أن الناس تبايعوا الصكوك ثم باعوها قبل أن يستوفوها، وعندما سمع مروان بن الحكم بالأمر أرسل لحراسه أن يقوموا بأخذ الصكوك من الناس ويعيوها لأصحابها، وكانت هذه القصة الوحيدة التي ذكرت لحرس المدينة.

الحرس لدى ولاة مصر:

كان والي مصر هو عبد العزيز بن مروان، وصاحب حرسه هو جناب بن مرثد بن زيد بن هانئ الرعيني، وكان جناب يهاجم الناس ويحبس كل من يسيء للوالي، وكان صاحب الحرس مسؤول عن حراسة الوالي ومعاقبة كل من لا يمتثل للأوامر، ولذلك بدأت الأمور تصعب في الدولة الأموية وولاياتها، على عكس ما كانت عليه في عهد معاوية بن أبي سفيان.


المصدر: كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب الدولة الأموية ومقوماتها الإيديولوجية والإجتماعية، بثينة بن حسينكتاب أطلس تاريخ الدولة الأموية، سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوثكتاب تاريخ الدولة الأموية، محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: