الحركة الإنسانية: هو مفهوم للحديث عن التوافق الروحي القوي في عصر النهضة، وقد كان لهذة الحركة في مدينة فلورنسا وباقي المدن الاوروبية، وفد بدأت هذه النهضة في القرن الخامس عشر ميلادي، وهي عبارة عن حركة للتعليم الأدبي، حيث دعا فيها مؤسسيها إلى ضرورة الإصلاح التعليمي، حيث كانوا يسعون إلى تحقيق التنمية المثالية، وذلك من خلال الجمع بين التعليم والفضيلة، وقد كان هدف الحركة الإنسانية، هو تنمية التعبير اللغوي، ويكون تعبير ذا محتوى وقيمة وصادق.
أبرز مضاهر الحركة الإنسانية في إيطاليا:
كان من الطبيعي من أن يلائم التفكير المدرسي الطبقة البرجوازية في المدن الإيطالية، حيث كان معظم المدرسون في ذلك الوقت ينفقون وقتهم في الجدال المنطقي، ولم يكونوا يعيرون أي اهتمام للإنسان، حيث كانت الجامعات الإيطالية تهتم بالعلم كالطب والقانون والفلسفة المدرسية، ولم تكن تقدم أي نوع من أنواع حلول المشاكل للطبقة البرجوازية، فسعت الطبقية البرجوازية وقتها، لإيجاد حل لمشاكلها، فقامت تلك الطبقة بالاتجاه إلى حياة السلف، التي كانت تهتم بحياة الإنسان ومشاكله، فقامت تلك الحركة بإحياء الدراسات اللآتينية واليونانية القديمة، والتي كان محورها الاهتمام بحياة الإنسان ومشاكله، بعكس الفلسفة التي لم تكن تكترث لذلك.
ومن أبرز الحركة الإنسانية في إيطاليا، هي إحياء التراث القديم، حيث قامت إيطاليا بالاهتمام بالتراث الروماني، وقد عرفت تلك المرحلة بالانتقال من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، حيث نشطت الدراسات اللآتينية، حيث كان يتم تدريس العلوم والادب باللغة اللآتينية، وكانت دراسات الحركة الإنسانية تهتم بالمشاعر الإنسانية؛ لأنها كانت تهتم بالإنسان وبما يدور حوله، على عكس الثقافة في العصور الوسطى التي كانت تهتم بالروحانيات وبالعالم الآخر.
وأعجب الطليان بالتاريخ الروماني وبثقافته، فعملوا على أخذ الأسماء الرومانية، وعملوا على تقليد الرومان في الملبس والثقافة والكلام، ومن ثم بدأ الاهتمام في الثقافة اليونانية، وقد حدث تقارب فكري وثقافي بين الثقافة اليونانية والثقافة الإيطالية، وقد تم تدريس اللغة الإغريقية في إيطاليا، حيث تم فتح مدارس إغريقية في عدة مدن إيطالية، وتم تدريس الآداب والعلوم في اللغة الإغريقية، وقد كان لهجرة مجموعة من العلماء الإغريقين إلى أوروبا دور كبير في فتح آفاق جديدة للفلسفة والفلك وعلم الجمال والفنون والأداب في أوروبا، وقد قام أثرياء إيطاليا باقتناء المخطوطات الإغريقية القديمة، وأصبحت التجارة منتشرة في تلك المخطوطات، والتي قامت تلك المخطوطات على إحياء الدراسات القديمة، وعملت إيطاليا على فتح مكتبة تجميع جميع المخطوطات القديمة، والتي كانت تعتبر من أهم مظاهر الحركة الإنسانية في إيطاليا.