الحركة العمرانية في العهد الأموي

اقرأ في هذا المقال



استطاع الأمويون بسياستهم أن يعبروا بالعرب طريق القوة، كما امتلأ عصرهم بالفتوحات فإنه أيضاً كان مليئاً بالحركة العمرانية الواسعة، وقد تكوَّنت من المدن والمساجد والقصور، وكان طرازهم خاصاً بهم ويتناسب مع طبيعتهم، وقد أُدخل فيه عناصر فنية مختلفة، وأصبحت العمارة العربية مميزة عن غيرها من العمارات.

الحركة العمرانية في العهد الأموي:

بناء واسط:

قام بتخطيطها الحجاج بن يوسف الثقفي بأراضي كسكر، وكان الحجاج بالنسبة للخليفة عبد الملك بن مروان خير من توكل إليه الولاية، تبعد عن الكوفة أربعون فرسخاً، وتتوسط عدة مدن، وهي إحدى مدن العراق القديمة قبل أن تُبنى بغداد، وتم البدء ببناءها سنة 83هـ وتم الإٍنتهاء منها سنة 86هـ، ولم يتم البدء بالبناء قبل أخذ موافقة الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد صُرف على بناءه خراج العراق كاملاً لمدة خمسة سنوات، وعند رؤية تصميمها نرى فيها المعالم الإسلامية.
واشتملت مدينة واسط على مسجد ودار الإمارة بوسط المدينة والأسواق، ولعبت المدينة دور سياسي مهم، إذ كانت المناظر التي بينها وبين قزوين وإذا دخل أهل قزوين نهاراً دخنت المدينة أما في الليل يشعلون النيران، وكانت قزوين ثغراً تتحرك منه الجيوش، وفيها تم ضرب النقود، وقد ازدهرت واسط من الناحية الإقتصادية لكثرت المحلات فيها، وكانت أيضاً متقدمة في المجال الزراعي، وكانت واسط عاصمة العراق في عهد الحجاج.

بناء تونس:

قام بتخطيط مدينة تونس القائد حسان بن النعمان الغساني سنة 82هـ، وكانت قاعدة بحرية، ولتكن حاجزاً يمنع البيزنطيين وللدفاع عن قرطاجة مرة أخرى، بنى حسان المدينة على بقايا مدينة قديمة تسمَّى ترشيش القديمة، وقد سُّميت تونس على أيام الإسلام؛ لوجود صوعة الراهب، وكانت أيضاَ سرايا المسلمين تنزل عند سماع صوتها، وتأنس لصوت الراهب.
وكانت تونس في غربي البحر المتوسط، فعمل على حفر قناة تصل المدينة بالبحر؛ لتكون ميناء بحري وأسطول للسفن الإسلامية، وبنيت مدينة تونس لأهداف سياسية استراتيجية وأهداف اقتصادية،واجتماعية، وكانت الأهداف بعيدة المدى كوضع نهاية للهجمات الرومية وغاراتهم على الساحل الإفريقي، وكانت الطريقة الوحيدة هو عمل قاعدة بحرية وصناعة بحرية قادرة على التصدي للهجوم.
والهدف الثاني هو إيجاد حياة اجتماعية وإيجاد المؤسسات القادرة على خدمة أفراد المجتمع، فتم بناء المسجد الجامع ودار الإمارة وسكن للجنود وبدأ بتسجيل الدواوين، وتم تنظيم الخراج والعناية بالدعوة إلى الإسلام بين البرابرة، وكانت المدينة معسكر حربي، ثمَّ مركز استيطان ودعم للفتوحات، وأخيراً مركز حضاري فكري وثقافي وعلمي، وبهذا يكون عبد الملك بن مروان قد رسَّخ تقدم الدولة الأموية بتأسيسه لمدينة تونس، وعمل على قطع طريق الغارات البيزنطية.


شارك المقالة: