الخرافات في حياتنا

اقرأ في هذا المقال


نحن نحيا في القرن الواحد والعشرين وعلى الرغم من ذلك مازال هناك من يتشاءم من البوم، ويرى في الرقم 13 إشارة إلى النحس والشؤم، وكما يتشاءم من يوم الجمعة 13، ومن القطة السوداء وفتح المقص ليلًا والخياطة في ساعة متأخرة ويتفاءل بحدوة الحصان وحذاء الطفل الصغير وخمسة وخميسة.

لماذا لا يزال الناس يؤمنون بالخرافات؟

تلك المعتقدات الخاطئة والخرافات لم تأت من فراغ، فما هي إلا موروث تاريخي منذ أقدم العصور وقد توارثته الأجيال، ولذلك لا نجد إرث أي شعب خاليًا من مثل هذه الخرافات والمعتقدات، سواء كانت ضمت الأساطير أو ممارسة الشعائر الدينية والسحرية بطريقة خاطئة لا يربطها بالواقع أية صلة، وللجهل دور كبير في أن تنتشر مثل هذه الخرافات والتمسك بها والتعايش معها، كما انها تتغلغل داخلهم وتتوارث، ولا تزول بزوال الجهل لانها ذات جذور عميقة ومتشبثة داخلهم.
يعود السبب في انتشار الخرافات والموروثات الشعبية أيضًا إلى تخلف المجتمع، وعدم استطاعة بعض البشر على مواجهة كثير من المشاكل على جميع المستويات اجتماعية كانت أو ثقافية أو اقتصادية، وكما لوسائل الإعلام أكبر الأثر، إذ تلعب دورًا كبيرًا في أن تستمر وتنتشر هذه الخرافات والمعتقدات، فنجد بعضها يتحدث عن السحر والدجل والشعوذة وتحضير الأرواح وقراءة الفنجان والكف وعمل الزار واستشارة الفلكيين والتأكيد على تأثير الأبراج فى حياة الفرد اليومية.
للصدفة دور كبير في تصديق تلك المعتقدات، إذ نجد على سبيل المثال قارئة الفنجان تحكي القصص من خيالها الواسع، وبالطبع فالذي ترويه بديهي وطبيعي حدوثه في حياة كل إنسان، فتلعب الصدفة دورها في تحقيق هذه القصة، الأمر الذي يجعل المرء يتشبث بقشة أمل، ذلك أنه يبحث عن أي مخرج يطمئنه ويحقق له أمانيه، ويخفف عنه ثقل وهموم الحياة، حتى وان كان هذا المخرج خرافيًّا.
لكل مجتمع إنساني معتقداته وموروثاته الشعبية، والتي تتحكّم بقدر ملحوظ في سلوك أفراده، وقد تكون هذه المعتقدات أصيلة موروثة من الأقدمين أو منقولة من مجتمعات أخرى، ولدينا في الوطن العربي الكثير من المعتقدات، ففي المغرب، على سبيل المثال يعتقدون أن المرأة التي ترضع، ينبغي عليها الحذر من سقوط قطرات حليبها على الأرض، فاذا حصل وشربها النمل، فإن ما سينتج عن ذلك هو جفاف ثدييها من الحليب، وإن أرادت عودة حليبها غـزيرًا، فما عليها إلا أن تطبخ طعامًا مصنوعًا من سميد القمح وتخلطه بالسكر والحناء وقليل من الزيت، ثم تحمل ذلك الطعام إلى غار النمل وتأخذ معها بضع حبات من الشعير لتنثرها حوله، وما أن يصل النمل الى الوجبة، يعود الحليب إلى المرأة كسابق عهده.
مثال آخر من معتقدات النوبيين في مصر، إذ لا يزال الكثير منهم يلقون الطعام ويوقدون الشموع “لجن النيل”، في طقوس مبالغ فيها، تعكس الإجلال والخوف والرجاء، ويعتقد أهل النوبة أن “الدجري” مخلوقات خيّرة تقي من الأمراض، وتحمي الأطفال من أن يغرقوا في النيل، وتشفي من العقم، وبالمقابل يدفع لها النوبيون الطعام بصورة ثابتة ودائمة.

المصدر: الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003


شارك المقالة: