ضمت الدولة الفاطمية مناطق شاسعة في إفريقيا والشرق الأوسط التي طالت حدودها على مد ساحل البحر الأبيض المتوسط من المغرب العربي إلى مصر، ثم قام الخلفاء الفاطميون بالتطور أكثر فزادوا إلى ممتلكاتهم صقلية والشام وأصبحت الدولة أكبر دولة مستقلة عن الدولة العباسية والمنافس الأساسي لها على قيادة الأرض المقدسة وقيادة المسلمين.
لمحة عن الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله
الخليفة الفاطمي أبو علي هو منصور بن أحمد ولد سنة 1096 ومات سنة 1130 سمي عند أخذه للعرش لقب الآمر بأحكام الله فكان الخليفة الفاطمي العاشر، حيث حكم من سنة 1101 شاباً حتى موته، ويعتبر هو ابن المستعلي بالله الخليفة الفاطمي التاسع.
يعتبر أبو القاسم المستعلي بالله أحمد بن معاد بن الظاهر بن علي بن منصور والد الآمر بأحكام الله هو تاسع الخليفة الفاطمي في مصر والمغرب والإمام التاسع عشر للإسماعيليين، حيث دارت في عهده اشتباكات ومعارك بين أمير جيشه ووزيره الأفضل شاهنشاه بن بدر الدين الجمالي وبين الصليبيين في بلاد الشام تمكن من خلالها الصليبيون من الاستيلاء على القدس مرة أخرى.
في سنة 1121 انقلب الآمر بأحكام الله على وزيره الأفضل شاهنشاه ووزير أبيه قبله فقتله ووضع بداله المأمون البطائحي فكان قادر على الاستيلاء على حكومته.
في فترته فقد استولى الفرنجة على عكا في سنة 1103 تماماً كما سيطروا على طرابلس سنة 1108، وبعد ذلك استولوا على تبنين 1117 وصور 1124، حيث استولوا على بيروت بالسيف 1109 وصيدا 1110 وسقطت مدينة الفرما في يد ملك الفرنجة البردويل.
كان القائد في هودج يتجول بين القاهرة والجزيرة عندما هاجمته مجموعة مسلحة بالسيوف ويروي المقريزي أنهم ينتمون للنزاريين الذين أرادوا الانتقام منه بسبب الخلاف بين أباه المستعلي الله وعمه نزار على عرش الفاطميين في مصر.
بعد ذلك حمل القائد إلى القصر لكنه مات في 7 تشرين الأول سنة 1130 وكانت مدة حكمه 29 سنة و 9 أشهر ولم يسم الآمر بأحكام الله عند موته خليفة، حيث جرى نزاع في من يخلفه بين من بايع ابنه الصالح أبي القاسم فلقبوا بالطيبية، بالإضافة إلى غيرهم الذين بايعوا الحافظ لدين الله ابن عم أبيه المستعلي اللذين عرفوا بالحافظية وكذلك المجيدية ونتيجة لذلك فقد نشأ الانقسام في الإمامة.