من هو الخليفة عبد الرحمن الثالث؟
هو الحاكم الثامن للدولة الأموية في الأندلس، وأول خلفاء مدينة قرطبة، وُلد الأمير عبد الرحمن الناصر في قرطبة في 22 رمضان 277 هـ، أبوه هو محمد ابن عبدالله بن محمد الأبن الأكبر وولي عهده، كانت أمه مسيحية أوروبية كان أبوه أكبر أبناء الأمير عبد الله ووليّ عهده، يُعتبر عبد الرحمن الثالث أول أمير اموي أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين.
مات أبوه وهو صغير بالعمر وقام بتربيته جده، وكان قريب منه كثير ويحبه وقام بالعناية به وتعليمه الكتاب والسنة، وتعلم الشعر والنحو والتاريخ، والعلوم العسكرية والحربية، وكان موضع ثقة جده حيث قام بتوكيله بالعديد من المهام، وطلب منه القيام بالجلوس مكانه في الكثير من المناسبات، ويُذكر أنه طلب منه عندما توفي أن يقوم بالخلافة بعده.
مواجهة الخليفة عبد الرحمن الثالث للمتمردين:
شرع عبد الرحمن على الفور في العمل، قبل انتهاء العام، بدأت رؤوس المتمردين المقطوعة في حفر جدران قرطبة كحصن بعد أن استسلمت القلعة المتمردة للأسلحة الأموية، كان التغيير الأكبر هو أن عبد الرحمن تولى القيادة الشخصية للقوات الأموية، وهو ما لم يفعله عبد الله منذ ما يقرب من (20) عامًا، بينما كان على عبد الله توخي الحذر عند إعطاء جنرالاته العديد من القوات لئلا يخونه، يمكن أن يقود عبد الرحمن الجزء الأكبر من قواته بنفسه.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ في تجنيد المرتزقة الأجانب، بما في ذلك الأتراك من الشرق والبربر من شمال إفريقيا، والذين لن يكون ولائهم محل شك بدون قواعد نفوذ محلية خاصة بهم، ومع ذلك، كان التحدي الأكبر للسلطة الأموية لا يزال طليقًا، كان عمر بن حفصون شوكة رديئة في خاصرة الأمويين منذ (880)م عندما نُقلت أخباره وهو يقود تمرده الأول.
تم إحضاره إلى الخليفة عبد الرحمن الثالث عدة مرات لكنه استمر في الخروج من السيطرة الأموية حتى قاد عبد الرحمن حملة واسعة النطاق ضده في عام (914)م، وحاصر العديد من قواته وقتل المدافعين عن قلعة بيلدا، بعد هذا الهجوم المركز، خضع ابن حفصون أخيرًا للسلطة الأموية عام (915)م، وفي ذلك الوقت سيطر على أكثر من (100) قلعة في الأندلس.