الدراسة السوسيولوجية للأيديولوجيات في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الدراسة السوسيولوجية للأيديولوجيات في علم الاجتماع:

يحاول علم الاجتماع أن يحقق الفهم المنهجي للمجتمع وللإنسان داخل الحياة الاجتماعية، ويتضمن هذا الفهم معالجة أو دراسة الأيديولوجيات التي تظهر في شكل مذاهب أو مثل أساطير تدور حول الخطة أو مبدأ يتعلق بالعمل الجمعي.

ويمكن القول من الناحية المثالية، إن الباحثين المدربين يمكن أن يصلوا إلى نتائج متماثلة من أجل دراسة هذا الموضوع، إذا ما كان هناك اتفاق بينهم حول مادة الدراسة أو الموضوعات التي سوف يعالجونها، وحول التساؤلات التي سوف تطرح من أجل هذه المادة.

ويتضمن مفهوم الأيديولوجيا سلسلة من المفاهيم، بعضها لا يمكن لنا أن نميز بينه وبين التحليل السوسيولوجي للأفكار، ويذهب بندكس في مقاله بعنوان علم الاجتماع والإيديولوجيا، إلا أنه يفضل استعمال مفهوم علم اجتماع المعرفة، عندما نكون بصدد دراسة الأفكار من وجهة نظر علاقتها بالعمل وبالواقع الاجتماعي، ويكون التركيز في هذه الحالة على دراسة أسباب ونتائج الأفكار، وليس على مضمونها أو على مقدار صدقها.

وعلى العكس من ذلك فإن مفهوم الأيديولوجية يشير في نظر ريموند آرون إلى التطلع نحو تحقيق هدف معين، وإلى الاتصال بالناس، وإلى شيء تحكمه الفكرة والإرادة، كذلك فإن ذلك المفهوم يشير عند الباحث المذكور إلى الإحساس بالولاء أي الشيء المختار، وإلى الأمن الذي يحققه النسق المغلق للأفكار القادر على إعطاء الفرد بتفسير لمعنى نفسه وموقعها من الوجود، ويشير أخيراً إلى الإحساس بالفخر نتيجة لمحاولة وصل الماضي بالمستقبل من خلال ما يقوم به الناس في هذا الوقت.

وقد ظهر مفهوم الأيديولوجيا مثله في ذلك مثل العديد من المفهومات التي يستخدمها المشتغلون بالعلوم الاجتماعية، خلال القرن الثامن عشر ويذهب رينهارد بندكس، إلى أن عصر الأيديولوجية قد بدأ في أوروبا مع تحطيم أساسيات التنظيم الإقطاعي الذي عرف أثناء فترة العصور الوسطى، ومع بيان ثقافة التنويع أو التكرار والتي يقصد بها بندكس تلك الثقافة التي تسمح بتعدد الأفكار والآراء وبالاختلاف في المنظورات ووجهات النظر وهذا يعني أن ثقافة التعدد على حد تعبير بندكس تتضمن حرية الفكر التفكير، ويؤكد هذا المفكر على أن عصر الأيديولوجية هو تعبير مرادف لمفهوم ثقافة التنوع أو التعدد.


شارك المقالة: