الدروس والعبر المأخوذة من فتوحات معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


من سُنن الله في فتوحات معاوية بن أبي سفيان:

سنة الله في الاتحاد والاجتماع:

كانت الفتنة التي أدت لمقتل عثمان بن عفان أكبر المعوقات التي أصابت حركة الفتوحات، بعد محاربة المرتدين بأيام أبو بكر الصديق، وأن استشهاد عثمان أدى لتوقف الجهاد، ومحاربة المسلمين لبعضهم البعض كادت أن تدمر الأمة الإسلامية لولا رحمة الله تعالى بها.
وإن الإاجتماع على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلَّ الله عليه وسلم مقصد مهم من للشريعة الإسلامية، وهو من أهم أسباب التمكين لدين الله والاستمرار في الفتوحات وتأليف قلوب المسلمين على بعضهم البعض، وتوحيد صفوفهم في الجهاد، وحيث يعمل ذلك على إعزازهم وإقامة الدولة الإسلامية، وتطبيق الشرع لذي أمرنا به الله تعالى.

سنة الأخذ بالأسباب:

قال الله تعالى: (وأَعِدُّوا ما استَطَعتُم مِن قوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بهِ عدوَّ اللهِ وعدُّوكُمْ وَآخَرينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمْمونَهُمُ وَمَا تُنفِقوا مِن شيءٍ في سبيلِ اللهِ يُوفَّ إليكُم وأنتمْ لا تُظلمونَ).
وعمل معاوية بن أبي سفيان على هذه الآية الكريمة، وحثَّ الولاة على الأخذ بها، ويظهر أيضاً بسنة الأخذ بالأسباب باهتمام معاوية على تقوية الإسطول البحري، والعمل على تقوية الجيش والقضاء، وحماية الدولة من الفتن الداخلية، ودعم ثغور الدولة وتقويتها، وبناء الحصون، والتكتيك العسكري بداخل الدولة وخارجها، وتوطين القبائل، والعمل على نشر الإسلام وتثبيت الفتوحات.

سنة التدافع:

قال الله تعالى: (وَلولا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بعضَهُم ببعضٍ لفَسدتِ الأرضُ ولكنَّ اللهَ ذو فَضلٍ على العالمينَ)، وهذه السنة تحققت أيضاً في الفتوحات الإسلامية، وسنة التدافع من أهم السنن في كون وخلق الله تعالى، ومن أهم السنن لتمكين الأمة الإسلامية، وعمل المسلمون على هذه السنة وعلَّموها.

سنة الإبتلاء:

وقعت مصائب على المسلمين في حصار القسطنطية، واستشهد الكثير منهم، وأيضاً في فتوحات الشمال الأفريقي، وكما استشهد العديد من القادة الكبار، كعقبة بن نافع، وأبي المهاجر دينار، وهذه السنة مهمة في الدعوات فلا بُدّ أن يكون الأذى موجود، ولكن لا بُدّ من الصبر.

سنة الله تعالى في الظلم والظالمين:

مارست الدولة الفارسية الظلم على رعاياها، وتمرَّدت على نهج الله تعالى، فسارت فيها سنة الله وسلط عليهم المسلمين حتى أزالوها، وكذلك النفوذ الذي كان للدولة البيزنطية في الشام ومصر، وبعدها تزعزع وجودها من الشمال الأفريقي، وما إن أتى عهد الوليد بن عبد الملك حتى أزالها نهائياً من الشمال الأفريقي كاملاً.

سنة الله في المترفين:

قال تعالى: ( وإذا أردنا أن نُهلِكَ قريةً أَمرْنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فحقَّ عَليها القوْلُ فَدَمَّرناها تَدْميراً)، وجاء تفسير هذه الآية بأن إذا أتى وقت هلاك أي مدينة أمرنا من متنعمين فيها، ففسقوا لافأتى عليهم الحق بالدمار فيهلكها الله تعالى، وخصَّ الله ذكر المترفين فقط لأصحاب الطاعة؛ لأنهم أساس الضلال.

سنة الله في الطغيان والطغاة:

قال تعالى: (وإنَّ ربَّكَ لبالمِرصاد)، وهذه الآية توعداً للطغاة والعصاة، أي أنه يرصد كل إنسان طاغٍ حتى يُجازى بمعصيته، وأن عقاب الله تعالى سيحل بكل عاصي في السابق ويستمر هذا الأمر للحاضر، وقانون لله تعالى ثابت لا يتغير ولا يتم استثناء أي أحد منه.

سنة التدرج:

خضعت فتوحات المسلمين للتدرج، وكان حصار القسطنطينية الأول والثاني مرحلة مبكرة لفتحها، على عهد السلطان محمد الفاتح، فأعمال الأمويين كانت كعمل تراكمي ساعد على فتح القسطنطينية في العهد العثماني.

سنة الله في الذنوب والسيئات:

أهلك الله تعالى الفرس بسبب الذنوب التي عملوها، وتمت إزالة ملك الرم من مصر والشام وليبيا بسببها أيضاً، وأن الذنوب والمعاصي تدمر كل من اقرفها، والله تعالى يهلك كل مذنب بذنبه.

التخطيط الاستراتيجي للفتوحات عند معاوية بن أبي سفيان:

سياسة معاوية بن أبي سفيان تجاه الروم:

  • التركيز على عمليتي الصوائف والشتاوي؛ لهدم قوى الروم، وأخذ زمام المبادرة منهم وإرغامهم على توزيع قواتهم؛ حتى لايستطيعوا القيام بأي هجمة حاسمة.
  • مهاجمة الروم داخل حدودهم ومحاصرة العاصمة؛ لتضعيف معنوياتهم وترهيبهم.

سياسة معاوية بن أبي سفيان في جبهة الشمال الأفريقي:


  • كانت جبهة المغرب مهمة جداً بالنسبة لمعاوية بن أبي سفيان، وكانت تمثله بصفة شخصية، وكان هو المرجع المباشر لقادة هذه الجبهة.
  • قام معاوية بعمل قاعدة جهادية في داخل بلاد المغرب، وأيضاً عمل عقبة بن نافع على بناء القيروان لتكون عزاً للمسلمين.

سياسة معاوية بن أبي سفيان في جبهة سجستان وخراسان وما وراء النهر:

  • استعانة معاوية بن أبي سفيان بعبد الله بن عامر وهو فاتح سجستان وخراسان في خلافة عثمان بن عفان، والعمل على تكليفه بإعادة فتحها مرةً أخرى.
  • ثبيت الحكم الإسلامي والعمل على نشر الدعوة الإسلامية بخراسان، وذلك بإسكان خمسين ألف عربي مع أولادهم وعائلاتهم.

المصدر: كتاب الدولة الأموية، محمد سهيل طقوشكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، علي محمد صلابيكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوب


شارك المقالة: