الدواوين في الدولة الأموية

بعد أن تخلَّص عبد الملك بن مروان من المشاغل الداخلية التي كانت قائمة على قمع الحركات المتمردة، ولأنها هددت أمن البيت الأموي وهددته بالسقوط أو الزوال، لذلك قام بإصدار الأوامر لتعريب الدواوين؛ لتدعيم سلطة الدولة وتثبيت أركانها.

تعريف الدواوين:

هي جمع ديوان، وهو سجل يتم فيه تسجيل الأعمال والأموال، ويستخدم لحفظ كل ما يتعلق بالدولة لحفظ حقوقها وحمايتها، وأن هذا التعريب من أعظم إنجازات الدولة الأموية، وخاصة أن الدواوين أصبحت باللغة العربية.

أهم الدواوين في الدولة الأموية:

ديوان الرسائل:

تطوَّر ديوان الرسائل في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وازدادت أهميته أكثر أثناء ولاية الحجاج على العراق؛ نظراً لما استجد على الدولة الأموية من النواحي السياسية والإدارية والعسكرية، وظهور المتمردين والخارجين عن القانون. وكان الخليفة عبد الملك يكتب حينها للحجاج ويخبره عن المتمردين، فكانت الرسائل تخرج من الديوان لمن يهمه الأمر ولمعالجة الاضطرابات التي حدثت في الدولة، وكان أيضاً يصدر التوجيهات والأوامر للولاة والقادة، وكان يُلاحظ وجود الكثير من التواقيع؛ ممّا يدل على أهمية هذا الديوان.

ديوان العطاء:

أحسَّ الخليفة عبد الملك بأهمية العطاء أو الخراج، وبدأ يرتبط بشكل كبير في النواحي العسكرية والإدارية، وعندما تخلَّى بعض أهل الشام عن الخروج معه لملاقاة ابن الزبير سنة 69هـ، قام بخصم خُمس خراجهم الذي في سنة 70هـ، وكان أحياناً بسبب الظروف السائدة يضطر لزيادة العطاء أو إدخال أُناس جدد إلى الديوان.

ديوان الجند:

يقوم هذا الديوان بحصر جنود كل إمارة وأُعطياتهم وكل ما يخصهم، وأول من وضع هذا الديوان هو الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، ولا بُدَّ من أن نوضح أن الجند والعسكر شيئان مختلفان، وأن العسكري هو من امتهن القتال أو أنه يقيم في إحدى المعسكرات، أما الجند هو من إشترك في معركة واحدة ويمتهن مهنة أخرى، ويعود لحياته الطبيعية بعد انتهاء المعركة.

أسباب إنشاء الدواوين:

1. دخول شعوب وأقوام مختلفة الديانة واللغة إلى الدين الإسلامي.
   
2. كان عبد الملك يهدف إلى تحقيق وحدة الدولة وتماسكها، وأن التعريب يعمل على إنهاء التأثيرات الشعبية والعنصرية.
   
3. استمرارية المنافسة بين اللغة العربية واللغات الأخرى يقلل من شأنها، فجاء التعريب لتصبح اللغة العربية هي اللغة السائدة.
   
4. العوامل الإقتصادية أثرت بشكل كبير في إنشاء الدواوين، وكان أول ديوان يُنشأ هو ديوان العطاء لتنظيم طرق الجباية.
   

نتائج تعريب الدواوين:

1. تحقيق سيادة اللغة العربية لغة القرآن والسنة النبوية.
   
2. ظهور عدد من الكُتَّاب العرب بدلاً من الفرس والروم.
   
3. ظهور الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية.
   
4. كان التعريب طريقاً لتعريب الأقاليم غير العربية.
   
5. استطاعت الدولة استلام زمام الأمور من النواحي المالية والإدارية وضبط أعمال الدواوين.
   
6. اتجه غير العرب لتعلُّم اللغة العربية؛ لأنها الطريق لتأدية المعاملات.
   
7. إيجاد منظومة شاملة وموحَّدة.