اقرأ في هذا المقال
الدولة المملوكية في عهد الملك الأشرف قايتبي
يُدعى قايتباي المحمودي الأشرفي والذي عُرف باسم الأشرف سيف الدين قايتباي أيضاً، يعود أصله إلى المماليك البرجية، لقد ولد الملك الأشرفي قايتباي في سنة 1412م، كان من المماليك وقام بشرائه الأشرف برسباي في مصر عندما كان في سنّ مُبكر من الخوجه محمود في عام 938هـ، عندها أصبح إلى الظاهر عبد بالشراء، ثم أعتقه وقام باستخدامه في جيشه، إلى أن أصبح في النهاية في عام 872هـ أتابك العسكر، ثم تمت مبايعة قايتباي ومفاوضته على السلطنة، فتلقب بالملك الأشرف، وكانت تلك الفترة مليئة بالحروب ومن أطول المدد كانت خلال حكمه.
معلومات عن فترة حُكم الملك الأشرف قايتباي
لقد كانت أيام حكم الأشرف قايتباي مليئة بالأخطار الخارجية، ولقد كانت أكثر تلك الأخطار قوة عندما بدأ العثمانيين في عدة محاولات من أجل احتلال حلب والمناطق حولها، مما أدى إلى إنفاق الكثير من الأموال على الجيوش، حيث كانت المبالغ المنفقة لم يسبق أن رأوا مثلها من قبل، وبالتالي فقد انشغل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استعان به على طرد الفرنج عن غرناطة، مما أدى إلى لجوئه لتخويفهم وتهديدهم باستخدام القسيسين الموجودين في القدس بشكل مُسالم دون اللجوء إلى القتال، وبالتالي ضاعت غرناطة وأيضاً ذهبت الأندلس.
لقد كان الأشرف قايتباي معروف بمبالغته في إنفاقه على الجيوش، كما انعرف بكونه كثير المطالعة وعنده اهتمام بالعلم، كما فيه نزعة صوفية، بالإضافة لكونه كان شجاع ويمتلك مهارات متقدمة في الفروسية، كما كان الأشرف قايتباي جندي محنك وحكيم، كما عُرف ببعد النظر والنظره الثاقبة، بالإضافة إلى نشاطه وحزمه، لقد قام بالكثير من الإنجازات العمرانية في مصر وكان أشهرها قلعة قايتباي بالاسكندرية، ولا يزال بعض من تلك الآثار موجود حتى هذا الوقت، لقد توفى الأشرف قايتباي في مدينة القاهرة في عام 1496م.
بعد وفاة الأشرف قايتباي تولى بعده أربعة سلاطين، لكنهم كانوا أقل شدة وقوة منه حتى جاء السلطان الغورى في عام 1501م، والذى أعاد للسلطنة هيبتها، كما امتلك القدرة في أن يدخل بصراع مع العثمانيين في موقعة مرج دابق، إلا أنه انهزم نتيجه لخيانة كل من خاير بك والغزالى بك، وبالتالي انتهى الامر بقتل السلطان الغورى مع العلم أنه لم يتم العثور على جثته، حتى استمرت المحاولات على يد أبن اخيه طومان باى الذى لم يكن أفضل حالاً منه حتى أصبحت مصر ولاية عثمانية في الرابع والعشرين من شهر أغسطس من عام 1516م، بعد وقوع معركه باب النصر وإعدام طومان باى على باب زويلة.
وفي نهاية المقال نستنتج أن فترة حُكم الأشرف قايتباي كانت مليئة بالأخطار الخارجية، إلا أنها وفي نفس الوقت كان حافلة بالإنجازات والمنشئات العمرانية من بناء القلاع وغيرها من الآثار التي بقي منها حتى الوقت الحاضر،تميّز الأشرف قايتباي بحنكته كجندي وجرأته، بالإضافة لعلمه الوفير واطلاعه الكبير، لكن بعد وفاته تغيرت الكثير من الأمور فيما يختص بهيبة السلطنة وقوتها.