آراء أبناء المجتمع بالثقافة السياسية

اقرأ في هذا المقال


الرأي العام والثقافة السياسية:

هناك تداخل وتقاطع بين مفهومي الرأي العام والثقافة السياسية؛ حيث أن كل واحد من هذان المفهومان يتجه نحو الجوانب التي تقترب من السياسة، وتتمحور الثقافة السياسية على الشعور العام بشكل رئيسي أو الشعور العام تجاه القضاء والسياسة، فيما تركز الآراء العامة على آراء أبناء المجتمع بخصوص قيادات وسياسات معينة.

بمعنى آخر تعتمد الثقافة السياسية على مكونات شرعية، أي الجوانب التي تكفل بقاء النظام السياسي، وفي الوقت ذاته يبحث مفهوم الرأي العام عن إجابات على أسئلة ثقافية معينة، ويظهر على الثقافة السياسية طابع الثبات أو التغيير البطيء، فيما يغلب على الرأي العام صـفة التقلب وسرعة التغير.

إن الثقافة السياسية في أي مجتمع يحدث لها تأقلم على التغيير بدرجة أكبر بدرجة كبيرة من مفهوم الرأي العام، بل إن هنالك العديد من العناصر والأجزاء في الثقافة السياسية قد تستمر لعدة أجيال وربما لعـدة قـرون، فما رصده العالم أليكس دي توكفيل في كتابه “الديمقراطية الأمريكية” عن اتجاهات أساسية لـدى الأمريكيين إبان القرن التاسع عشر مثال على عشق الحرية، والإيمان بالعمل الخاص، كذلك النـزوع إلـى التعاون الاجتماع والحكم الذاتي المحلي.

إن مفهوم الاعتدال والتحكم الذاتي لم يطرأ عليه تغيـراً ملفتاً للنظر، وما يريح الشعب أنهم يذهبون إلى الشوارع وذلك احتجاجاً على ما يعتبرونه عملاً أو حكماً ظالماً من قبل السياسات مثلما كان يصنع أسلافهم، ولا زال بعض شعوب من الدول يحتفظون بذهنية الشك والريبة فـي كل ما هو سياسي، وما انفك بعضهم الآخر يفضلون الأقوياء ويتجاهلون حقوق الأقليات.

مصطلح الثقافة السياسية:

إن مصطلح الثقافة السياسية لا يعد شكلاً ملفتاً فردياً، ولكنه نظام من القيم والشعائر والمعتقدات لديه ارتباط كبير بالعديد من أفراد مجتمع معين يتعرضون لخبرات تنشئة مختلفة إلى حد ما، ولهذا فمن المتوقع دائمـاً أن تنطوي الثقافة السياسية لأي مجتمع على قدر من عدم التجانس، وهو ما يرتد إلـى تباين الانتمـاءات.

إن للثقافة السياسية العديد من الانتماءات المختلفة منها ما هو انتماء لغوي وديني وطبقي ومهني، وأيضاً قد يكون جبلي وإقليمي، وبالاعتماد على ذلك فإن أي ثقافة سياسية تضم عدد من الثقافات الفرعية ومن أهم هذه الثقافات الفرعية: ثقافة الشباب وثقافة الريفيين والحضريين.


شارك المقالة: