الرعاية الصحية في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرعاية الصحية في علم الاجتماع الطبي:

نعني بالرعاية الصحية بمفهومها العام والشامل تطبيق الإجراءات والفعاليات من وقاية وعلاج ومحاولة الوقاية وحفظ وتجنب إصابة المجتمع بأي عوارض مرضية، سواء كانت مُعدية أو سارية أو غير مُعدية، والرعاية الصحية تكون شاملة لجميع المسببات البيئية منها والاجتماعية، بالإضافة إلى كل ما يتعلق وله علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الأفراد.

المعنى الشامل والعام للرعاية الصحية في علم الاجتماع:

كافة الإجراءات والفعاليات والطرق والأساليب والوسائل التي تقدمها مديرية الرعاية الصحية في المؤسسة الطبية وجميع الهيئات والمنظمات والجمعيات والمؤسسات المساندة لها، والتي تساندها بتقديم المعرفة أو المشورة أو الفعل وتقدم هذه الرعاية الصحية لأفراد المجتمع بجميع فئاته العمرية والنوعية أو البيئية أو الطبقية بهدف الرقي بالصحة وتفادي انتشار الأمراض في المجتمع ورفع المستوى الصحي إلى أعلى مراتب الكمال والمثالية من أجل بيئة نظيفة خالية من المرض والعدوى.

وتكون هذه الرعاية الصحية شاملة البيئة والمحافظة عليها وصحتها والمسببات البيئية والأفراد من ثقافة وتطعيم وتحسين وحجر وهذا وقائياً والمحافظة على نظافة وسلامة المسكن والمأكل والغذاء والمياه، إلى جانب الصحة المهنية وشمول الأمراض المعدية كحملات تطعيم وقائية ضد الإصابة بها أو انتشارها عن طريق العدوى.

وهذه الإجراءات تسمى بمفهوم النسق الطبي الرعاية الصحية الأولية أي الإجراءات المسبوقة للمرض أو عمل إجرائي وعملي للنسق الطبي، من أجل الرقي بالصحة والمحافظة على مستوى عال من الصحة العامة للمجتمع؛ لأن تعريف منظمة الصحة العالية لمفهوم الرعاية الصحية الأولية ينص على أن الفعاليات والإجراءات تشمل كل نواحي الحياة البيئية والاجتماعية للأفراد بأقل التكاليف.

وأسهل الطرق باستخدام الكفاءات المهنية المعروفة والإمكانيات المادية والأجهزة والأدوات على أن يكون من الأفضل أن تكون الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال من نفس بيئة المجتمع، الذي سنقوم برعايته صحياً إلى جانب الأجهزة والأدوات والمواد اللازمة لذلك.

إلى جانب مراعاة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المراد رعايته؛ لأن معرفة هذه الظروف ومراعاتها يعتبر جزءاً مهماً في نجاح برامج الصحة والرعاية الصحية في هذه المجتمعات، وبالتالي وضع برامج تناسب قدرات وإمكانات وثقافة المجتمعات، وبالتالي نلاحظ أن الرعاية الصحية مسؤولية جماعية للنسق الطبي وإنما تقدم عن طريق فريق صحي متكامل في جميع التخصصات والمهام والوظائف.

العوامل والظروف التي تحدد ملامح برامج الرعاية الصحية الأولية لأي مجتمع:

1- العوامل البيئية في الرعاية الصحية:

المعرفة التامة والكاملة من قبل النسق الطبي وخاصة عند وضع البرامج بميزات المناخ والطقس وطبيعة البيئة الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والموارد الطبيعية في البيئة، ومدى صلاحيتها ومدى تأثيرها الصحي على حياة الأفراد، ومعرفة الأمراض المعدية والسارية أو غير السارية التي قد تكون البيئة أحد مسبباتها ومدى خطورة هذه الأمراض.

2- العوامل السياسية في الرعاية الصحية:

وهي مجموعة الإجراءات التي تحدد بموجب العوامل السياسية أولويات تقديم الخدمات والرعاية الصحية من حيث القوانين والأنظمة السياسية التي تحدد مكان ولمن ستقدم هذه الرعاية الصحية، وأولويات البيئات التي ستقدم لها على ضوء توزيع الأوليات في الرعاية الصحية.

3- الظروف والعوامل الاقتصادية في الرعاية الصحية:

ومنها الموارد الاقتصادية ومجموعة الظروف الاقتصادية لبلد ما أو مجتمع ما ومقدار الأموال اللازمة لتقديم رعاية صحية متطورة وبأقل التكاليف، وعمليات الصرف على برامج الصحة والرعاية الصحية وأولويات هذا الصرف حسب الأهمية الصحية وخطورة الإصابة من منطقة إلى أخرى.

4- الظروف والعوامل الاجتماعية في الرعاية الصحية:

معرفة ودراسة ثقافة المجتمع والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع إلى جانب ثقافة المجتمع صحياً واتباعه للأساليب الوقائية والتقيد بها إلى جانب العادات الغذائية السليمة، ومدى مراجعة واهتمام أفراد المجتمع واقتناعهم بالطب الرسمي الذي يقدم عن طريق الرعاية الصحية.

5- العوامل المهنية في الرعاية الصحية:

ونعني هنا مقدار ما يتمتع به النسق الطبي من كفايات مهنية وخاصة التخصصية منها، وتنوع هذه التخصصات إلى جانب الانتماء الوظيفي والقدرة العلمية في تقديم خدمات ورعاية صحية متميزة.

6- العوامل الدينية في الرعاية الصحية:

ونعني هنا مدى التزام أفراد المجتمع بالنصوص التي تحث على الصحة إلى جانب الإيمان بالقدر والمعتقدات والتزام المجتمع بتطبيق برامج الرعاية الصحية من فكر ديني روحاني، وهذا مهم في تطبيق البرامج؛ لأن الإيمان بتطبيق التعليمات واللوائح الصحية عن طريق الروحانية والدين يسهل تطبيق البرامج الصحية الأولية.


شارك المقالة: