الزراعة في العصور الوسطى: وتعني الأساليب التي يتم اتباعها في النظام الزراعي والمحاصيل الزراعية من حبوب وغيرها، والمجتمع الزراعي والاقتصادي والطرق التكنولوجية الزراعية في أوروبا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية.
الزراعة في العصور الوسطى:
تسببت الأوبئة والتبريد المناخي في انخفاض كبير في عدد السكان الأوروبيين في القرن السادس، مقارنةً بالفترة الرومانية، فقد أصبحت الزراعة في العصور الوسطى في أوروبا الغربية أكثر تركيزاً على الاكتفاء الذاتي، وعند بدء الفترة الإقطاعية تم تنظيم السكان الزراعيين تحت الإقطاع في شمال أوروبا، فقد كانت مدينة “مانور” تتكون من آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والتي كانت تلك الأراضي برئاسة اللورد مانور.
وكما كانت الكنائس الرومانية الكاثوليكية تملك الأراضي في أوروبا، وقد كان يعمل في تلك الأراضي الفلاحون والقناء، والذين كانوا يعملون على زراعة المحاصيل لأنفسهم مقابا، كما كانوا يزرعون الشوفان والجاودار إلى جانب مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه، كم كان يتم استخدام الثيران والخبل دفع ثمنها، أو كان يتم إعطائها للسيد أو الكنيسة، وقد كان القمح والشعير من أهم المحاصيل الزراعية في معظم دول أورويول كحيوانات، وكما تم تربية الأغنام من أجل الصوف وتربية الخنازير من أجل اللحوم.
إلا أن هناك بعض المحاصيل كانت تتعرض للفشل؛ بسبب سوء الأحوال الجوية المتكررة في العصور الوسطى وكان غالباً يكون نتيجة ذلك هو المجاعات التي كانت تحط في أوروبا، وبالرغم من الصعوبات التي كان تعيشها الشعوب الأوروبي في العصور الوسطى، إلا أن هناك بعض الدراسات “الأنثروبومترية” والتي كانت تقول أن الرجال الأوروبيين في العصور الوسطى كانوا أطول، وبالتالي كان يجب أن يتغذّون بشكل أفضل وبكميات أكثر من رجال الإمبراطورية السابقة والعصر الحديث المبكر.
وبدأ نظام الزراعة الأوروبي في العصور الوسطى في الانهيار، ففي القرن الرابع عشر ميلادي تم تطوير طرق زراعية أكثر كثافة في البلدان المنخفضة، وبعد الخسائر السكانية التي تعرضت لها أوروبا؛ بسبب الموت الأسود والذي استمر منذ عام 1347 إلى عام 1351 ميلادي، وعلى أثر ذلك تم منح عدد مضاعف من الأراضي للمزارعين الأوروبيين. وعلى الرغم من ذلك استمرت ممارسات الزراعة في أوروبا في العصور الوسطى دون تغير يذكر في المناطق السلافية، وبعض المناطق الأخرى حتى منتصف القرن التاسع عشر ميلادي.