السمات الظاهرية الخاصة بالواقع الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


هناك بعض من سمات الواقع الاجتماعي، حيث أن الأبحاث الفلسفية لا بدّ أن تبدأ بداية بسيطة بغض النظر عن الطريقة التي تتعقد بها، وتفضي لما يترتب عليها من النتائج، وكذلك تتضمن سمات اجتماعية، مما لا يقتضي بالضرورة وجود أبنية مرتبطة بالمؤسسة.

السمات الظاهرية الخاصة بالواقع الاجتماعي

1- كثير من المفاهيم الاجتماعية تستمد معناها من داخل النظام ولا تشير إلى معنى يقع خارجه

يبدو أن المفاهيم التي نطلق عليها الوقائع الاجتماعية ذات طبيعة خاصة، إذ إنها تستمد معناها من داخل النظام، ولا تشير لمعنى خارجه، في صياغة تمهيدية يمكن أن نقول مثلاً، إنه لكي ينطبق مفهوم النقودعلى الأشياء الموجودة في جيبي يجب أن تكون من نوع الأشياء التي يعدها الناس نقوداً.

ولو كف كل منا عن الاعتقاد بأنها نقود لتوقفت عن القيام بوظيفة النقود، ولا ننفي عن وجودها صفة النقود في آخر الأمر، يقول منطق الكلام إن عبارة إن نوعاً بعينه من المادة، س مثلاً، هو نقود تنطوي على انفصال ضمني غير محدد عن صيغة المعادلة س تستخدم بمثابة النقود، أو يعتقد الناس أن س نقود.

لكن يبدو أنه يترتب على هذا أن مفهوم كلمة نقود لا يستمد من خارج نظامها، أو يشير إلى معنى لا يرتبط بها، ﻷنه كي ينطبق التعريف على نمط من الأشياء، أي لكي تندرج الأشياء تحت مفهوم النقود، لا بدّ من الاعتقاد في أنها نقود، أو استخدمها بوصفها كذلك، بالنسبة لتلك الأنماط من الوقائع، يكاد يبدو صحيحاً من الناحية المنطقية أنك لا يمكنك أن تخدع كل الناس طول الوقت، فلو قر اعتقاد كل منا بشكل دائم، أن ذلك النوع من الأشياء نقود، واستخدمناها بوصفها نقوداً، وتعاملنا معها بوصفها نقوداً، لصارت نقوداً، ولو لم يعتقد أحد على الإطلاق في أن ذلك النوع الأشياء نقود، لما كان نقوداً.

2- استخدام تعبيرات أدائية إنجازية يسري مفعولها بمجرد النطق بها في صنع وقائع ترتبط بالمؤسسة

من السمات الرائعة، التي تتسم بها الوقائع المؤسسية، إن عدداً كبيراً جداً منها وليس كلها على الإطلاق، يمكن أن يقع بمجرد الإعلان عنها عن طريق التصريح عنها بعبارات يسرى مفعولها بمجرد النطق بها، تلك التعبيرات تندرج تحت صنف من أفعال الكلام أسميت إعلاناً صريحاً، في حالة الإعلان الصريح تقع الأمور التي يعبر عنها مضمون فعل من أفعال الكلام، عن طريق الأداء الفعلي لفعل الكلام هذا بطريقة ناجحة.

وبالإمكان صنع واقعة مؤسسية بالإعلان الصريح عن طريق استخدام كلمات يسري مفعولها بمجرد النطق بها من مثل جملة رفعت الجلسة، أو أوصي بكامل ثروتي إلى إبن أخي، لقد أدت هذه العبارات المنطوق بها إلى وقوع الأمور التي عبرت عنها في حد ذاتها، وفي كل مرة من هذه المرات تعد الواقعة من الوقائع المؤسسية.


شارك المقالة: