اقرأ في هذا المقال
السياق الاجتماعي للصحة والمرض وأثره على الخدمة الصحية:
يتضمن السياق الاجتماعي، الإطار الكامل الذي يندرج فيه الصحة والمرض، فيعطي لهما الطابع الاجتماعي، وتميزهما كظواهر، ذات الطابع الاجتماعي الذي يعلو على الطابع المنفرد، وتستدعي هذه الملاحظة إحداث تراث علوم الاجتماع وعلم وظائف الأعضاء الطبية، وارتباطه بالواقع الاجتماعي الثقافي الذي نتعايش معه، ولعل هذا الاجراء يؤكد مرة أخرى على الطابع الاجتماعي للصحة والمرض.
وعلى هذا المنطلق تمتلك المزاولة الطبية هي الأخرى الطابع الاجتماعي، وتشير الدراسات التاريخية على أن المظاهر الاجتماعية لتلك المزاولة تعد جانب مهم من واجبات الطبيب، حيث يمثلها ويمثل الأسس الأخلاقية على صحة الفرد ومرضه، وكما نلاحظ أن كثيراً من الأطباء يخفقون في توجيه الأهمية اللائقة بالفرد ككل، وذلك بحكم تقدم المعرفة الطبية، واستنادهم على ما يعتقدونه يزيد من فعلهم دقة وجودة.
ومن هنا يتبيّن أن الطبيب الجديد لا يقوم بأدائه باجتهاد في هذا المجال، نظراً للوضع القائم بين الدور الطبي للطبيب والدور الاجتماعي، واعتماد الدور الأخير إلى مختص حديث، ولا شك أن اعتناء الطبيب بالشخص المريض ككل، يتمثل أن يراعي السياق الاجتماعي للصحة والمرض، واتصال ذلك بالثقافة المعروفة، مما ينهي على هذا الإخفاق، وتغييره إلى نجاح مؤكد في أداء الخدمات الصحية.
ومن المعترف أن الصحة والمرض توجدان في سياق اجتماعي، يمنح لهما الفرصة لمعرفتهما وإدراكهما، ذي سياقين، سياق النظام، وسياق المعنى، حيث يعد سياق المعنى بدوره سياقاً اجتماعياً؛ ﻷنه يدل إلى عملية الارتباط الرمزي، وعلى ذلك تتجمع إحدى الأعمال الأساسية والضرورية لعلم الاجتماع الطبي في وصل الصحة والمرض بصورة البيئات والأبنية الاجتماعية التي تكون فيها.
نظرة علم وظائف الأعضاء الطبية في الخدمة الصحية:
وفي الحقيقة أن نظرة علم وظائف الأعضاء الطبية ترى جوانب التكوين الاجتماعي وعناصر الثقافة تحوّلات منفردة، وتعتبر الصحة والمرض تحولات تتبعها، ويتمثل موضوع التكوين الاجتماعي علاقة أنساقه بالصحة والمرض والمكانة الاجتماعية، وما يتصل بها من أدوار وارتباطاتها بالصحة والمرض، ومنها دور المرأة وعلاقتها بالمزاولات والمعيقات الصحية، وعلاقة الزوج والزوجة بالأقارب، وتأثيره على الصحة والمرض.
ويجب التلميح إلى أن سياق التنظيم كفرع من السياق الاجتماعي يحتوي على أسلوبين من الأبنية الاجتماعية التي تحوي الصحة والمرض، وأول أسلوب هو النظم الاجتماعية وثيقة الصلة، كالنظام التربوي والاقتصادي والسياسي، وما يتمثله كل منهم من تأثير على الصحة والمرض، ومن علاقة وطيدة بالخدمة الصحية، فإذا تم دعم النظام الصحي من قبل النظام الاقتصادي بمتنوع الإمكانيات، فإن الخدمة الصحية تصل إلى المجموعة التي تستحق، بالطريقة الصحيحة، ويدل الأسلوب الثاني من الأبنية الاجتماعية إلى أبنية غير مختصة نسبياً، ولا يوجد لديها صفة تنظيمية المحكمة في علاقتها بكل من الصحة والمرض والخدمة الصحية، مثل أبنية القرابة وأبنية الرفاق.