اقرأ في هذا المقال
وُلد السلطان سليم الأول في أماسيا عام (1470)، وكان الابن الأصغر للسلطان (شهداء بايزيد ابن محمد الفاتح) كانت والدته (غولباهار هاتون)، وهي أميرة تركيّة من ولاية دولكادير تتمركز حول إلبستان في ماراش.
كان والدها ألاودديفل بوزكورت باي، الحاكم الحادي عشر لدلكادرس وكان يقول بعض الأكاديميّين أنّ والدة سليم كانت سيدة تُدعى غولباهار، بينما يشير التحليل الزمني إلى أنّ اسم والدته البيولوجيّة يمكن أن يكون أيضًا عائشة هاتون.
بحلول عام (1512)، كان شهزاد أحمد المرشح المُفضّل لخلافة والده، أعلن بايزيد، الذي كان مُترددًا في مواصلة حكمه على الإمبراطوريّة، أحمد وريثًا للعرش، غضب سليم من هذا الإعلان، وتمرّد سليم وبينما خسر المعركة الأولى ضد قوات والده، قام سليم في نهاية المطاف بخلع والده.
أمر سليم بنفي بايزيد والده إلى “سانجاك” بعيدًا عنه، ديميتوكا (في الشمال الشرقي من اليونان الحاليّة)، توفي بايزيد بعد ذلك مُباشرة، قتل سليم إخوته (شهزاد أحمد و شهزاد كوركوت) وأبناء إخوته حتى الموت عند تمرده، وذلك لأنّ أخاه أحمد كان على علاقة وطيدة بالدولة الصفويّة، وكان يكشف تحرّكات الدولة الصفوية الشيعيّة الرامية للتوسّع في الأناضول على حساب الدولة، فأخذ فتوة من مُفتي الدولة بالحفاظ على الخلافة الإسلامية وحمايتها من التمرد الصفوي الشيعي، وتمّ إطلاق لقب أمير المؤمنين عليه لحفاظه على الخلافة الإسلامية.
هرب ابن أخيه شاهزاد مراد، ابن الوريث الشرعي للعرش شهزاد أحمد، إلى الإمبراطوريّة الصفويّة المُجاورة بعد فشل دعمه المُتوقّع، هذه السياسة بين الأشقاء كانت مدفوعة بنوبات من الصراع الأهلي التي أثارها العداء بين والد سليم وعمه، جيم سلطان، وبين سليم نفسه وشقيقه أحمد.
تمّ وصف سليم بأنّه طويل، ذو أكتاف عريضة للغاية وشارب طويل، كان ماهرًا في السياسة وقيل أنّه كان مولعاً بالقتال، واستطاع القضاء على دولة المماليك بعد أن استمرت ثلاثة قرون.
لقّبه الفرنسيون “الرهيب”، وأطلق العثمانيون عليه لقب “الصارم” أو “القاطع”،أمّا البريطانيون فلقبوه “العابس”، فقد كان مُقاتلًا بارعًا حتى أنّه قيل عنه أنّه لم يسترح على كرسي الخلافة بسبب كثرة الحروب والفتوحات التي خاضها، استمر حكمه (8) سنوات، واستطاع أنّ يُضاعف رقعة الدولة العثمانيّة إلى ضعفين، وكان قد مهّد الطريق أمام ابنه الوحيد سليمان القانوني ليُكمل طريق الفتوحات العثمانية الشاسعة.
وتوفي في 22 سبتمبر عام (1520)، بعد إصابته بالجمرة الخبيثة.