الصحة في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


الصحة في علم الاجتماع الطبي:

من الأزل ارتبطت الصحة بالمرض فعدم مرض الإنسان وظهور علامات المرض عليه من جميع النواحي الفسيولوجية والعضوية والعقلية والاجتماعية يعني أن الإنسان يتمتع بقدر متفاوت ونسبي من الصحة.

وبدا التركيز على مسألة الصحة بعد اكتشاف الأمراض العضوية منها والاجتماعية، والتي فرضت على الفرد الاتجاه إلى الصحة سواء وقائي أو علاجي؛ لأنه أصبح يحتاج إلى الصحة وذلك للابتعاد عن خطر المرض والموت؛ لأن الحاجة أم الاختراع، وإحساس الفرد بالصحة ينبغي أن يكون في كافة ما يتعلق في الفرد من مسائل مباشرة ومنظورة أو مسائل خفية غير منظورة، وباكتمال جميع النواحي التالية مجتمعه مع بعضها؛ لأن أي خلل في أي جزء من النواحي يعني عدم اكتمال الصحة.

النواحي الصحة في علم الاجتماع الطبي:

1- الناحية الجسمية أو الجسدية:

وهنا نعني بها الناحية العضوية؛ لأن الجسم يتكون من أعضاء تقوم كل منها بواجب محدد تخدم نمو وتطور وعمل الفرد، إذاً قيام الجسم بوظائفها على أكمل وجه يعني الصحة ووجود خلل في وظيفة عضو يعني وجود مرض، وكذلك الأعضاء جميعها يجب أن تتوازن مع بعضها؛ لأنها تكمل بعضها بعضاً لاكتمال صحة الفرد.

ويجب أن نفرق هنا بين المرض والتعب المرض وجود خلل يحول دون قيام عضو أو عدة أعضاء في الجسم من القيام بوظائفها، ويمكن معالجة هذا العضو ويمكن أن يكون الشفاء من المرض لهذا العضو مستحيلاً أو يحتاج إلى وقت طويل، أم التعب فهو شعور الفرد بالإعياء وعدم قيام العضو أو عدة أعضاء بوظائفها مؤقتاً ناتج عن الإرهاق أو تحميل العضو أكثر من طاقته، وبالتالي يرجع العضو إلى ممارسة وظائفه بعد الراحة.

2- الناحية العقلية أو الفكرية:

وهنا يأتي دور مفاهيم ومصطلحات جديدة في قضايا العقل والفكر مثل الجهد والنضج والاستعدادات والتمثل والذكاء والإدراك والتعلم والدوافع فقدرة العقل على أداء وظائفه يعني اكتمال صحة الفرد؛ لأن العقل يعطي أوامره إلى الأعصاب للتحكم بجميع أعضاء أو أجزاء الجسم، فإذا كان العقل سليماً فإن الأوامر ستكون إيجابية المسلك والطريقة للأعصاب، وبالتالي أعضاء الجسم ستمارس وظائفها على أكمل وجه.

لأن عن طريق العقل يأتي التوازن والاتزان الجسمي والنفسي والاجتماعي؛ لأن العقل مركز التحكم بجميع هذه النواحي ويحدد أداء العقل لوظائفه بمقدار ما يصدر من أوامر إيجابية للأعضاء؛ لأن ميزة الإنسان عن باقي الأحياء الأخرى وخاصة الحيوانات هو بتميزه بأداء العقل لوظائفه على أكمل وجه.

3- الناحية الفسيولوجية والنفسية:

تختص النواحي الفسيولوجية والنفسية بالفرد والمجتمع ويمكن دراستها عن طريق علم النفس الذي يركز ويدرس السلوك الفردي للإنسان، فعند دراسة سلوك الفرد نربط هذا الفرد بالمجتمع، وبالتالي نقيس نفسية وفسيولوجية المجتمع بأكمله وتوثر نفسية وفسيولوجية الفرد على إيجابيته أو سلبيته في المجتمع؛ لأن التكيف مع النواحي والتأثيرات الداخلية واتزانها وتوازنها يعكس إيجاباً أو سلباً على التكيف مع النواحي والتأثيرات الخارجية.

وبالتالي المجتمع لأن التكيف الداخلي الخارجي جزء أساس وقاعدة أساسية لاكتمال الصحة النفسية والفسيولوجية للفرد، فعدم التكيف يعني وجود خلل نفسي وفسيولوجي في شخصية الفرد، فالاستقرار الداخلي يعني أنه يتمتع الفرد بحالة نفسية مستقرة وهادئة وإيجابية.

4- النواحي الاجتماعية والسوسيولوجية:

من أهم العوامل التي تحكم بها على أي مجتمع وظهور علامات الصحة الاجتماعية عليه هو تكامل وتكيف الفرد كأحد مكونات المجتمع وتأثير وتأثر الشخص إيجابياً والتوافق الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وبالتالي تكون علاقات اجتماعية إيجابية، وهنا يلعب الإنسان دوراً بارزاً في التكيف مع المجتمع والتكييف الإيجابي الاجتماعي للمجتمع لهذا الإنسان.

والتكييف الإنساني في المجتمع يأتي من إيجابية الشخص في المجتمع وسلوكه الطريق الفعال والتوافق مع أفراد المجتمع الواحد لما تربطه مع هذا المجتمع من علاقة وجدانية وروحانية وتطبيق لثقافة المجتمع واحترامها والعمل بموجبها لتكون الأساس المتين لانتماء هذا الشخص وشعوره بالولاء والانتماء لهذا المجتمع، وبالتالي تكوين علاقات متوافقة ومتوازنة ومتزنة ليكون المجتمع في النهاية مجتمعاً فعالاً ومنجزاً وقادراً على مواجهة المشاكل بخطى ثابتة ومتينة.

وتعتبر الصحة لما لها من أهمية الشغل الشاغل لكافة العلوم الإنسانية والطبيعية وخاصة في مجال العلوم الاجتماعية التي تعتبر اجماع العلوم ومجال الطب، لما للطب من أهمية عظيمة وكبيرة في مجال درء خطر المرض، وبالتالي البعد عن شبح الموت الذي يهدد الإنسانية جمعاء والذي من أهم أسبابه الأمراض.


شارك المقالة: