اقرأ في هذا المقال
الصحة كعملية استثمارية في علم الاجتماع الطبي:
تنظر اقتصاديات الصحة إلى التصميم من أجل الحصول على صحة ممتازة، ويستدعي ذلك توافر معلومات مصدقة من جميع المنشآت الأخرى، تخدم استراتيجية مفهومة، ومعنى ذلك أن التصميم والتخطيط يبحثان عن السياسات الصحية المناسبة التي تؤثر على زيادة الإنتاج الزراعي بشكل إيجابي، وتزيد من تحسين التعليم وتقدمه، بل والعمل على الحد من الفقر بصفة عامة.
وإذا كان علماء الاقتصاد قد انشأوا مدخل مخرجات رأس المال، نظراً لاثبات أغلبية الدراسات الاقتصادية على أهمية الارتباط الوثيق بين تكوّن رأس المال والتقدم الاقتصادي، إلا أنهم رجعوا من جديد إلى فحص العوامل الأخرى التي قصروا من قبل عنها، كالتعليم والصحة والبحث والتكنولوجيا والتنظيم والإدارة، دون أن يُبدوا استعداداً للتنازل عن نماذج المخرجات الرأسمالية، بل عملوا على توسعة مفهوم الاستثمار الرأسمالي ليتضمن الاستثمار في تكوين الفرد.
ومن الممكن أن نعين مقصود الاستثمار في المجال الصحي من خلال الاستثمار في أشكال الأفراد، ويرى جونار ميردال أن علماء الاقتصاد الذين ركزوا أهميتهم على الاستثمار في تكوين العنصر الإنساني، قد أظهروا مكان الصحة على خريطة التنمية وأن أبعدوا الصحة إلى حد ما عن باقي الوسط الاجتماع الاقتصادي.
غير أن هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن نتعلمها من علماء الاقتصاد وهي وسائل يستعملونها في تقييم الاستثمارات في المجال الصحي، وبمعنى آخر فإنه يمكن أن ننتفع منهم في تقييم الرعاية الصحية وأساليبها، وانعكاسات ذلك على السياسة الاجتماعية والاستثمار في تكوين العنصر الإنساني.
وجهة نظر لاقتصاديات الصحة على أفراد المجتمع:
في نهاية الأمر إن اقتصاديات الصحة تبحث في مدى المساهمة الذي تقدمه التحولات التي تطرأ على نوعية المواطنين في النمو الاقتصادي، وهنا نرى مجالاً لوجهات نظر ثلاث وهي:
1- تكاليف تربية الطفل، أو تنمية القوة العاملة المنتجة، هذا هو الاستثمار الذي نخسره عند حدوث الوفاة في الصغر، فيعتبر الطفل مصدر قوة تسمح في المستقبل بتحقيق عائد، أيضاً كفرد بالغ مستقبلاً يثمر ويساهم بنصيب في الاستثمار.
2- مساهمة برامج وأنشطة الصحة في المخرجات الاقتصادية السنوية والتقدم الاقتصادي.
3- القيمة القائمة للعمل المستقبلي الذي يمكن أن ينحقق فيما بعد عن طريق البرامج الصحية.