الطريقة السطحية في دراسة التخلف الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الطريقة السطحية في دراسة التخلف الاجتماعي من الطرق الأكثر قدماً وشيوعاً، لدراسة التخلف، في نظر واضعي دائرة المعارف العالمية هي التي تعرف الظاهرة بأهدافها، والنموذج عليها، فمن مميزات التخلف مثلاً، الفقر وحالة التغذية، والتعليم والحالة الصحية، وأهمها على الإطلاق متوسط الدخل الفردي.

الطريقة السطحية في دراسة التخلف الاجتماعي

تتجزء الدولة إلى عدة فئات، من الأكثر تخلفاً إلى الأكثر تقدماً، فالبلاد من الفئة الأولى، هي التي يقل دخل الفرد فيها عن مئة دولار سنوياً، أما البلاد النامية فيتراوح الدخل فيها ما بين مئة إلى ثلاث مثة دولار، وهي الدول التي تجمع النسبة الكبرى من سكان الكرة الأرضية، وهناك دول على طريق التطور والإزدهار يتراوح الدخل فيها ما بين ثلاث مئة إلى الأف دولار، وفي النهاية الدول الصناعية المتطورة ويتجاوز الدخل فيها إلى ألف دولار إلى أكثر من ألفين من الدولارات.

المحكات السطحية للتخلف الاجتماعي عند أدولف كوست

يلخص العالم الاجتماعي أدولف كوست المحكات السطحية للتخلف الاجتماعي في ثلاثة محكات، وهي الدخل القومي للفرد بالمتوسط، والوحدات الحرارية المستهلكة في التغذية، ومستوى التعليم أو نسبة انتشار الأمية، حيث أن هذه المحكات لا تتوافق دائماً في ما بينها، فالدخل القومي قد يكون كبيراً ولكن التغذية سيئة أو بالعكس، ومن رأيه أن الجوع هو أخطر أعراض التخلف وأكثرها عمومية، فهو يفرق حالياً مجمل الدول النامية، حيث يعاني أرباع البشرية من سوء التغذية، وتزداد المشكلة خطورة بسبب التباين الكبير في المستوى المعيشي والغذائي للسكان.

فهناك قلة تستهلك أكثر بكثير مما ينبغي من الوحدات الحرارية (السعرة)، ولكن الغالبية العظمى تعاني من النقص الذريع في الغذاء، يضاف إلى ذلك ويضاعف من خطورته انحسار زراعة المواد المعيشية، وتحول جزء مهم من الزراعة إلى التصدير الخارجي، ما يحرم غالبية السكان من المواد الغذائية المهمة، وهنا يتعرض إنسان العالم الثالث، في رأي أدولف كوست إلى غبن آخر خارجي، يضاف إلى سوء توزيع الثروة والغذاء داخلياً، وهو انعدام التماثل في عمليات التبادل الدولي بين المنتجات الزراعية والمنتجات المصنعة لمصلحة الدول المتطورة.

لا توصف الطريقة السطحية الظاهرة كنتاج للصفات البنيوية للعالم الثالث، التي أنتجت هذه البنى، وهي بالتالي لا تساعد على حسن التشخيص ووضع السياسات التنموية المناسبة، إنها تنطلق من مقارنة الدول المتخلفة بما كانت عليه الدول الصناعية قبل قرنين أو أكثر أو أقل من الزمن، بتجاهله الفروق النوعية بينها، فالتخلف ظاهرة جديدة في نظر أدولف كوست.


شارك المقالة: