الظاهرة الاجتماعية في علم الاجتماع عند إيمل دور كايم

اقرأ في هذا المقال


خصَّص إيمل دور كايم كتابه “قواعد المنهج في علم الاجتماع” لتوضيح الميدان الخاص بعلم الاجتماع، وهذا الميدان كما أكد هو الظواهر الاجتماعية التي تسمى أحياناً في كتاباته (الحقائق الاجتماعية)، وأحياناً أخرى (الوقائع الاجتماعية).

تعريف الظاهرة الاجتماعية عند إيميل دور كايم:

يعرف إيميل دور كايم الظاهرة الاجتماعية من خلال مميزاتها على أنها ضروب من المشاعر والتفكير والسلوك، العامة والملزمة.
ويوضح أن ضروب السلوك والتفكير الاجتماعيّين أشياء حقيقية توجد خارج ضمائر الأفراد الذين هم مجبرون على الخضوع لها في كل لحظة من لحظات حياتهم، فهذه الضروب أشياء ذات وجود قائم بنفسه، ويجدها الفرد تامة التكوين منذ ولادته.

مميزات الظواهر الاجتماعية عند دور كايم:

  • العمومية: فالظاهرة الاجتماعية سواء أكانت قواعداً أو اتقافات مشتركة أم أنماطاً سلوكية متكررة ومنضمة، تتصف بأنها مشتركة بين غالبية أفراد المجتمع الواحد وجماعاته.
    وهناك معنى أخر للعمومية يبرز من خلال كتابات دور كايم، يشير إلى وجود الظاهرة في المجتمعات الإنسانية عامة، فالأسرة ظاهرة توجد في جميع المجتمعات الإنسانية، ولكن بأشكال متنوعة، ففي العديد من المجتمعات تأخذ الشكل اﻷبوي، وفي مجتمعات أخرى تأخذ الشكل الأموي، أو الشكل الجماعي، وتحليلات دور كايم في مجملها تشير إلى أنه يركز على المعنى الأول للعمومية.
  • الموضوعية: فالظاهرة الاجتماعية توجد بشكل مستقل عن الأفراد الذين أنتجوها، وهم يتفاعلون في حياتهم اليومية ﻹشباع حاجاتهم المختلفة، وللظاهرة بهذا المعنى وجود مستقل بذاته، كما أن لها قوانيناً خاصة لها تخضع لها في تطورها وتغيرها.
    وهذا الوجود المستقل يعطي للظاهرة صفة الموضوعة، كما تدعم موضوعيتها أيضاً من خلال اشتراك الأفراد بها، فموضوعيتها ليست موضوعية مادية تماماً، وإنما هي موضوعية سوسيولوجية، وغالباً ما كان دور كايم يؤكد أن الظاهرة الاجتماعية ليست شيئاً، ولكنها كالشيء من حيث تأثيرها على سلوك الأفراد.
  • صفة الإلزام: بالإضافة إلى كون الظاهرة الاجتماعية عامة وموضوعية فإنها أيضاً ملزمة، أي يجد الفرد أن عليه أن يسلك وفق ما تقتضيه الظاهرة وإلا تعرض لضغوط مختلفة من الجماعات الاجتماعية، ومن المؤسسات الاجتماعية الرسمية كالقانون والدولة، ومع ذلك فإن الفرد لا يحس عادة بهذا الإلزام.
    فالظاهرة على الرغم من أنها توجد بشكل موضوعي خارج عقل الفرد، إلا أنها توجد أيضاً داخل عقله،لذلك كان دور كايم يؤكد أن كلاً منا يحمل المجتمع في عقله على شكل معانٍ، واتفاقات، ومبادئ أخلاقية، اكتسبها الفرد من خلال عملية التطبيع الاجتماعي، وأصبحت بالتالي جزءاً من محتوى الذات لديه.

شارك المقالة: