هناك ارتباط وثيق بين الاجتماع والطب، ونظراً لحاجة كل منهما للآخر وتكامل كل منهما الآخر فإن هناك ارتباط وثيق بين الصحة العامة للمجتمع والصحة الاجتماعية، وهذا له مبرراته وأشياء تدعم هذه الصلة، وتؤكدها وتجعلها يقيناً وواقعاً لا بدّ منه واقع ملموس في أهدافه وأسلوبه ونتائجه والمفهوم العام والخاص للصحة والاجتماع.
الظواهر التي تؤكد على الارتباط الوثيق بين الصحة العامة والصحة الاجتماعية:
1- ثقافة المجتمع تلعب دوراً أساسياً في تأكيد أن بعض العادات والتقاليد قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر في أن بعض الأمراض الصحية والعضوية التي قد تكون مسبباتها اجتماعية؛ لأن ثقافة المجتمع تلعب دوراً أساسياً في إنشاء معتقدات وعادات قد تكون السبب الرئيسي في بعض الأمراض الصحية لا سيما في الأمراض العقلية والنفسية.
2- من ناحية لغوية كلمة الصحة العامة تعني مدلولين، الأول أن الصحة لعامة أفراد المجتمع بغض النظر عن الجنس واللون والعمر والطبقة الاجتماعية، والثاني أن كلمة العامة تعني جميع ما يتعلق بقضايا الصحة أي عمومية البحث والدراسة سواء كانت وقائية أو علاجية وسواء كانت عضوية أو نفسية، أي تقوم بدراسة كل أفراد المجتمع وهذا ما يسمى بدراسة المجتمع.
3- المعتقدات الشعبية في أفضلية اللجوء إلى الطب الشعبي أكثر من الطب الرسمي له مدلولاته وله مجال بحث خاص وخاصة في الأمراض النفسية والعقلية وقضايا العقم، فإن بعض العلاجات الشعبية تعتمد على خرافات مثل الشعوذة وبعضها يعتمد على الأذكار والأديان، وأحياناً على معتقدات مأخوذة من ثقافة المجتمع.
4- في تعريف مؤسسة الصحة العالمية ركز على جميع الجوانب التي تتعلق بالإنسان فقد عرفتها مؤسسة الصحة العامة، حالة من الكفاية والسلامة العامة الكاملة الجسمية والعقلية والفسيولوجية والاجتماعية أي دراسة حالة الإنسان من جميع جوانبها؛ لأنها تؤثر وتتأثر بقضايا الصحة.
5- قديماً كان التركيز في العلاج وقضايا الصحة العامة على الفرد المصاب أو الشخص موضوع الدراسة والبحث، ولكن حديثاً أصبح التركيز على المجتمع ومن ثم التحول والتركيز على الفرد أي التحول من الجزء إلى الكل من الفرد إلى المجتمع وهذا ما اصطلح على تسميته علم تشخيص وعلاج المجتمع.
6- من أجل الوصول إلى المثالية واكتمال الصحة يجب الرجوع إلى ثقافة المجتمع أولاً لتعديل بعض السلوكيات الخاطئة في حياة الأفراد والمجتمع، وإذا أردنا صحة مثالية وأرضية خصبة وغنية للاستفادة من برامج الصحة العامة، يجب علينا أن نصحح في سلوك الأفراد والمجتمع من أجل سهولة التعامل وجدوى الفائدة وتحقيق الأهداف المرجوة، أي تجهيز أرضية فكرية اجتماعية صحيحة بعد تعديل السلوك في ثقافة المجتمع لننجح في القضايا الصحية والطبية وجدوى مفعول البرنامج والوقاية والعلاج.