أسباب نجاح الثقافة بداية من دولة أمريكا

اقرأ في هذا المقال


أسباب نجاح الثقافة بداية من دولة في أمريكا:

لا يكون البحث العلمي مستقلاً عن السياق الذي يتم فيه إنتاجه، وفعلاً فإن السياق القومي الأمريكي بالثقافات كان واضح الخصوصية، إذ كان ذلك مقارنة بالسياقات القومية للولايات المتحدة التي تتمثل ذاتها بأنها بلد المهاجرين ذوي الأصول الثقافية المختلفة.

ففي الولايات المتحدة تتأسس الأسطورة القومية التي تكاد تعتبر أن شريعة الثقافة فيها ترتبط بالهجرة، إذ أن الشخص المهاجر ينتمي إلى نموذج طريف للاندماج القومي الذي يقبل تكوين جماعات إثنية مخصوصة.

غالباً ما يندمج انتماء الفرد إلى الأمة بثقافته التي تعود إلى جماعة معينة، لا بد من معرفة هوية الأمريكين بأنها عبارة عن هوية لروابط الوصل بين كافة الدول، إذ يمكن أن يكون الشخص الواحد منهم بالفعل من الأصل الأمريكي ولكن ثقافته توحي إلى ثقافات أخرى.

وقد تمخض عن ذلك ما قد تم اعتباره مفهوماً لفدرالية الثقافة التي قد سمحت في الحيز العام للتعبير عن كافة الثقافات المخصوصة، مع ذلك قد عملت على إعادة إنتاج خالصة أو بسيطة لثقافات المهاجرين الأصلية، بل عملت أقلمة وإعادة تأويل لها، ذلك وفق المحيط الاجتماعي والقومي الجديد.

لهذه الأسباب التاريخية نفسها يفضّل علم الاجتماع الأمريكي الناشئ للبحث في ظاهرة الهجرة وفي كافة العلاقات بين الأجناس حيث يضع كفة علماء الاجتماع في جامعة شيكاغو، وهي عبارة عن أول مركز لتدريس علم الاجتماع ونشره في الولايات المتحدة.

حيث كان مفهوم الثقافة وفكرتها تفرض نفسها بالبحث النسقي في كيفية انشغالها بشكل العامية أو التخصيص حيث أنها لم تتم بطريقة متماثلة الأهمية في كافة البلدان التي ازدهرت فيها الإثنولوجيا، حيث كانت الولايات المتحدة هي التي قد وجد فيها المفهوم الأفضل للقبول.

وفي هذا السياق العلمي الخاص كان البحث بمسألة الثقافات تراكمياً، حيث أنه لن يشهد تراجعاً أبداً ويصح ذلك إلى الحد الذي بات معه الحديث عن الأنثروبولوجيا الأمريكية أو بمعنى عام كان الحديث عن الأنثروبولوجيا الثقافية، حيث بلغ التكريس العلمي لمصطلح الثقافة في الولايات المتحدة الأمريكي، حداً جعل الكلمة تعتمد سريعاً بمعناها الأنثروبولوجي في الاختصاصات الثقافية المجاورة لها وبالأخص منها علوم النفس والاجتماع.


شارك المقالة: