عادات وتقاليد البوسنة والهرسك

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد البوسنة والهرسك:

تقاليد القهوة في البوسنة والهرسك:

يرتبط أبناء شعب البوسنة والهرسك ارتباطا وثيقاً بالقهوة البوسنية، ذات المذاق المميز المستقل عن جمع أنواع القهوة الأخرى، وهي ليست مجرد مشروب بل تعتبر رمزاً ثقافي لهم، إذّ تعتبر من أهم العادات التي توارثتها الأجيال منذ الزمن القديم، فالقهوة في البوسنة والهرسك مرتبطة بتاريخهم حيث وصلت إليهم عن طريق العثمانيين.

تعتبر القهوة بمثابة مشروب وطني في دولة البوسنة والهرسك، حتى أن خلال فترة الحرب التي حلت بهم الكيلو من القهوة يضاهي سعرها بمقدار الذهب، وذلك بسبب تعلق أبناء شعب البوسنة والهرسك الشديد بها.

تختلف أنواع القهوة التقليدية في دولة البوسنة والهرسك عن القهوة الحديثة، وعند شرب هذه القهوة يتم الشعور بالحبيبات الناعمة، أما تقاليد تحضيرها فتبدأ من لحظة أخذها وهي عبارة عن حبوب بُن خام مقطوفة بوقتها، ثم يتم تحميصها تحت درجة حرارة محددة أما عملية الطحن فيلجأ البعض إلى المطحنة الكهربائية والبعض الآخر يفضل الأدوات التقليدية.

ومن أشهر عادات شعب البوسنة والهرسك أن جميع سكانها، لا بد من وجود بالقرب منها مطاحن يدوية تصنع من مادة النحاس على يد المحترفين في بلدة سراييفو وبلدان أخرى، وبعد ما يتم طحنها تأتي خطوة الطبخ فيتم وضع كمية من الماء على النار وقبل غليانها بدقائق يتم رفعها ثم يصب قليل من المياه الساخنة بفنجان نحاسى ثم يوضع البن في الكنكة ومن ثم وضعها على النار حتى درجة الغليان.

ومن أهم التقاليد التي تخص القهوة في دولة البوسنة والهرسك، القيام بإرسال لبعضهم طلب دعوة لاحتساء كوب من القهوة، مما يجعلها سهرات مميزة وطوية، فمشروب القهوة تعد من أهم المشروبات التي تقدم خلال الاجتماعات العائلية أو مع الأصدقاء وفي المناسبات المختلفة، لذا فننصح الأشخاص الراغبين بزيارة البوسنة والهرسك أن لا يفوتهم تناول فنجان قهوة بوسنية تقليدية.

على الرغم من قلة المقاهي والأماكن العامة التي تستطيع تقديم القهوة بمذاق مميز، لكن في الأسواق سنجد عدد من الأماكن التي تقوم بتقديمها، ولذا يذهب العديد من السياح إلى هذه الأسواق لتناول القهوة التقليدية، وأيضاً شرائها وشراء الأدوات المستخدمة في تقديمها من أطباق وكنكة نحاسية وفناجين متنوعة، فهي من أجمل التذكارات والهدايا التي يمكن الحصول عليها من البوسنة والهرسك.

تقاليد الأعياد في البوسنة والهرسك:

تُعد دولة البوسنة والهرسك أحد الدول المسلمة ويطلق على المسلمون فيها مسمى “البوشناق” وهم كباقي المسلمين في مختلف دول العالم يحافظوا على الهوية الإسلامية ويحتفلوا بالأعياد بتقاليد معينة لم تتغير مع مرور الزمن ومنذ مئات السنيين وأغلب هذه التقاليد تعلموها من الامبراطورية العثمانية حتى أن الشعب إلى الآن عند قدوم العيد يهنئون بعضهم البعض مسخدمين جملة بيرام مبارك أولسون، وتعنى بالعربية عيدكم مبارك جميعاً.

ومن أهم التقاليد التي إعتاد عليها الأشخاص البوسنيين، قيامهم بالعمل على تزيين المنازل بالزينة البوسنية التقليدية، كما يهتم البوسنيين بنظافة المنزل وترتيبه ورش الروائح الجميلة وأيضا ارتداء الملابس الجديدة التقليدية الخاصة بالعيد والذهاب لقضاء صلاة العيد فهى من الأساسيات لدى البوسنة والهرسك.

تتعالى أصوات التكبيرات الرائعة في بداية ساعات العيد، ثم بعد الانتهاء من الصلاة يبارك الناس لبعضهم بالعيد وفي عيد الأضحى يذهب البوسنيين إلى المنزل لذبح الأضحية وتوزيع لحومها على الفقراء والأقارب، وبعد ذلك يتم تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والجيران، كما تحضر النساء موائد إفطار فذلك من أهم تقاليد البوسنة حيث يتم تجهيز أشهى الأطباق كحساء البيك والملفوف والفطائر بأنواعها وأيضاً المشويات كالكباب بالإضافة إلى السلطات ثم بعد ذلك التحلية بالبقلاوة والحلاوة الطحينية.

اليوم الأول في الأعياد يخصص غالباً للعائلة أولاً، حيث يجتمع كافة أفراد العائلة وتقضي أوقات أسرية جميلة بشكل جماعي احتفالاً بالعيد، أما في حلول اليوم الثاني من الأعياد فيتم تبادل الزيارات للتهنئة بالعيد بين الأهل والأصدقاء والجيران، إلى جانب زيارة المتوفيين خاصة ضحايا الحروب فهي من أهم العادات التى يقوم بها أهل البوسنة والهرسك.

وعند حلول اليوم الثالث من أيام العيد فغالباً ما يكون للتنزه والقيام برحلة عائلية أو مع الأصدقاء، فيتم الذهاب إلى الحدائق والمنتزهات ومن أهم التقاليد أيضاً أن يتصالح المتخاصمين في العيد لا بد أن يتشارك الجميع الفرحة، ولا مكان للخصومات كما يتم دعوة أصحاب الديانات الأخرى للمشاركة فى الاحتفالات كنوع من إظهار الحب والمودة، ومن أجمل المناظر التي يمكن أن نراها في العيد، هي فرحة الأطفال بالملابس الجديدة واللعب كما اعتاد الأطفال منذ القدم وحتى الآن على أخذ  الأموال وأيضاً الحلوى.


شارك المقالة: