العالم فرانز بواس والتصور التخصيصي للثقافة

اقرأ في هذا المقال


العالم فرانز بواس والتصور التخصيصي للثقافة:

يعتبر العالم فرانز بواس أول أنثروبولوجي ينجز تحقيقات واقعية، كان ذلك من خلال تسليط الملاحظة المباشرة والقوية على كافة الثقافات البدائية، واعتماداً على ذلك يعتبر العالمفرانز بواس مبتدع الإثنوغرافيا.

كان العالم فرانز بواس ينحدر من عائلة يهودية ذات فكر ليبرالي، ولقد كان حساساً تجاه مسألة عنصرية الثقافات، إذّ كان بحد ذاته ضحية لمعادات بعض الزملاء في الجامعة، زاول الكثير من التخصصات الدراسية، وقد كان التخصص الأخير الذي حصله هو الجغرافيا الطبيعية والبشرية، هذا التخصص الذي قاده إلى الأنثروبولوجيا.

كافة أعمال فرانز بواس هي عبارة عن محاولة للتفكير في الاختلافات الأساسية بين كافة المجموعات البشرية، إذّ كان العالم فرانز بواس هو ذو طبيعة ثقافية وليست عرقية، وبفعل دراسته وتكوينه الأنثروبولوجيا الطبيعية، قد أظهر نوعاً من الاهتمام بهذا التخصص، لكنه حرص كامل الحرص على تفكيك كل ما كان يمثل عنصرية لأي ثقافة.

على عكس العالم تايلور، كان فرانز بواس الذي أخذ عنه على الرغم من ذلك تعريفه للثقافة، لقد عمل على تحديد غاية لنفسه في دراسة الثقافات، على صيغة الجمع بدلاً من المفرد، وأيضاً كان متحيزاً تجاه التوليفات التأملية الكبرى، وبالأخص تجاه النظرية التطورية الأحادية التي كانت مهيمنة في ذلك الوقت على الحقل الثقافي.

كان فرانز بواس يرتاب أيضاً وللأسباب نفسها، من كافة الأطروحات الانتشارية المؤسسية على عمليات إعادة تركيب أعمال ثقافية ذات طوابع تاريخية مزعومة، إذّ كان بشكل عام يبتعد عن كل نظرية تأخذ بعينها مهارة تفسير كل شيء.

مؤسس المنهج الاستقرائي والمكثف الخاص بالميدان الثقافي:

بالمقابل سوف يحفظ تاريخ الأنثروبولوجيا ذكر فرانز بواس بالمقدمة، بوصفه مؤسس المنهج الاستقرائي والمكثف الخاص بالميدان الثقافي، حيث كان يعتبر الإثنولوجيا علماً لدراسة الملاحظة المباشرة، وبالنسبة إلية يتوجب خلال دراسة أي ثقافة من اللازم تسجيل كل شيء حتى تفصيل التفصيل.

من نظرة العالم فرانز بواس للثقافة، يجب على عالم الإثنولوجيا، إذا أراد أن يدرس ويعرف ثقافة أن يفهمها، يجب عليه في المقدمة أن يتعلم اللغة الدارجة، ويكون على العلم الشامل لكافة الثقافات الأخرى التي تمت دراستها ضمن الثقافة المطلوبة.

كانفرانز بواس من بعض الوجوه العلمية التي ابتدعت المنهج المونوغرافي في علم الأنثروبولوجيا، ولكن بما أنه كان يتمسك بالاهتمام بالتفاصيل إلى الحد الأقصى، كان يصمم على معرفة شاملة بالثقافة المدروسة قبل وضع أي استنتاج عام لهذه الثقافة، فإنه ينجز بذاته دراسة مونوغرافية بأتم المعنى المطلوب لها.


شارك المقالة: