العالم روث بينيدكت والأنماط الثقافية

اقرأ في هذا المقال


العالم روث بينيدكت والأنماط الثقافية:

إن الأعمال المكرسة للعالم روث بينيدكت أحد تلاميذ العالم فرانز بواس ساعدته في جزء كبير منها لتعريف الأنماط الثقافية المتميزة بتوجيهاتها العامة، تلك التوجيهات التي تقوم بصورة مليئة بالانتقاءات ذات الدلالة من بين جميع الخيارات الممكنة.

تضع نظرية بينيدكت فرضيات لوجود القوس الثقافي الذي يشمل كافة الإمكانات الثقافية في جميع المجالات وذلك باعتبار أن كل ثقافة من الثقافات لا يمكنها إلّا أخذ برج واحد من هذا القوس.

تبدو الاختلافات الثقافية محددة إذ تحدد بنمط معين أو أسلوب، وهذه الأنماط الثقافية الممكنة لا تتعدد بصورة غير محدودة؛ ذلك بسبب حدود القوس الثقافي، ولذلك من الممكن تصنيفها بعد أن تتم عملية تحديدها، ولأن كانت نظرية بينيدكت مقتنعة بأن لكل ثقافة خصوصية معينة لها، فهي لا تغفل في عملية التأكيد على أن تنوع الثقافات ممكن ردها إلى عدد معين من الأنماط المميزة.

اشتهرت نظرية العالم بينيدكت باستخدامها التناسقي لمفهوم الثقافة، الذي أمدها هذا المفهوم بعنوان مؤلفها الأكثر انتشاراً، على الرغم من أنها لم تكن هي التي أنشأته بالفعل، حيث كانت الفكرة موجودة من قبل لدى العالم فرانز بواس والعالم سابير.

نظرية روث بينيدكت في الثقافة:

كل ثقافة تتميز بالنسبة إلى نظرية روث بينيدكت بأسلوب معين، يعتمد على نوع من النماذج الثقافية، وهذا المصطلح الذي لا يتواجد له مرادف في الفرنسية، يتضمن فكرة الثقافة المتجانسة والمنسجمة.

كل ثقافة هي ثقافة منسجمة؛ لأنها تتناسب مع الأهداف التي وضعت لأجلها، إضافة إلى الأهداف التي تم اختيارها ضمن تشكيلة الاختبارات الثقافية، وتلك الأهداف تنشد من غير انضمامها إلى علم الاجتماع.

يجب اعتبار أن وحدة الدراسة الدالة في الثقافات المتعددة يمكن اختصارها ضمن مفهوم الهيئة الثقافية، وذلك بهدف إدراك منطقها الداخلي، وقد جسدت نظرية العالم بينيدكت منهجها بأنماط دراستها مقارنة مع نموذجين ثقافيين متباعدين.

نموذج هنود البويبلو في المكسيك الجديد وبالأخص أبناء الشعب الزوني، وأيضاً نموذج جيرانهم هنود السهول ومن ضمنهم الكواكيوتل الطموحون والفردانيون والعدوانيون، بل منهم العنيفون ذو النزوع الثقافي، ولقد تمت عملية المقدرة على معرفة أن هناك ثقافات ترتبط بهذين النموذجين إلى الحد الثقافي المطلوب، إضافة إلى الأنماط الوسطية التي تتخللهما.


شارك المقالة: