العالم ليفي بروهل والمقاربة الاختلافية للثقافة

اقرأ في هذا المقال


العالم ليفي بروهل والمقاربة الاختلافية للثقافة:

منذ عام 1910م وضع ليفي بروهل مؤلفته “الوظائف الذهنية في المجتمعات ذات الطبقة الدنيا”، قد ظهر الاختلاف الثقافي في مركز تفكيره، إذّ أنه قد تساءل عما يمكن أن يوجد بين الشعوب من الاختلافات في الذهنية الثقافية.

لم يكن مصطلح “الذهنية” بعيداً كثيراً عن المعنى الإثنولوجي لكلمة “ثقافة“، وهذا اللفظ لم يكن عملياً ومستخدماً، حيث كان كل أتعاب وجهد العالم ليفي بروهل، تتمثل في دحض النظرية التطورية الأحادية لكافة الاتجاهات، إضافة إلى اطروحة التقدم الذهني للثقافة.

لقد كان العالم ليفي بروهل عموماً يعارض فكرة البدائيين للثقافات بحد ذاتها، رغم استعماله الواسع لهذه الكلمة بفعل سياق العصر، كذلك لم يكن أفراد المجتمعات ذات الثقافة الشفاهية بالنسبة إليه، أطفالاً وكباراً يلقون النوع ذاته من الأسئلة التي يطرحها المتحضرون.

الذهنية البدائية للثقافة عند ليفي بروهل:

لقد كان العالم ليفي بروهل يؤكد الذهنية البدائية للثقافة، إذّ ما وقع النظر عن التأويل المسبق للنشاط الذهني للبدائيين، وفضلاً عن ذلك كان ليفي بروهل يرى أن الذهنية ما قبل المنطية، غير قابلة للتوافق مع الذهنية المنطقية، حيث يرى أنهما تتعايشان في كل مجتمع، ولكن سيادة الواحدة منها أو الأخرى يمكن أن تتبدل وفقاً للحالة الثقافية، وهذا ما يفسر تنوع الثقافات.

لم يكن العالم ليفي بروهل يزعم هذا الأمر؛ لأنه كان يعمد إلى استخدام مفهوم الذهنية للثقافة، على منهج أنماط التفكير العقلي داخل الثقافة الواحدة، حيث أنها تمثل كلاًّ منها معنى تام للاستقرار والانسجام الثقافي، ولكنه كان يقصد بذلك تحديد التوجه العام لثقافة ما.

لم يتمكن مفهوم الذهنية من فرض نفسه لدى علماء الإثنولوجيا؛ ذلك بسبب الانتقادات والقراءات غير المصنفة، ولا شك تلك التي وجهت إلى العالم ليفي بروهل، وهي التي تنفصل عن انتقادات معينة قد استهدفت كافة الثقافيين.

حاز مصطلح الذهنية خلال دراسة العالم ليفي بروهل، على نجاحاً أكبر لدى كافة المؤرخينن وخاصة منهم المنتمين إلى المدرسة المسماة بمدرسة “الحوليات”، ولا بد من الإقرار بأنهم قد استعملوه في معنى معين، لكنه كان هذا المعنى عام، وأقل شمولية حيث كان ذلك بفضل حرصهم على اعتبار التمايز الاجتماعي داخل المجتمع الواحد.


شارك المقالة: