العالم ليفي ستروس والتحليل البنيوي للثقافة

اقرأ في هذا المقال


العالم ليفي ستروس والتحليل البنيوي للثقافة:

لم تستقطب الأنثروبولوجياالثقافية الأمريكية في فرنسا أتباعاً كثيرين، غير أن موضوع الكلية الثقافية قد أعيدت عملية النظر فيها، إذّ كان ذلك من منظور جديد من قبل العالم ستروس الذي عرف الثقافة بأسلوبه الخاص.

يمكن اعتبار كل ثقافة بناء على ما جائت به دراسة العالم ليفي ستروس، عبارة عن مجموع أنساق ذات طابع رمزي، حيث تتصدرها اللغة وقواعد الثقافة، وكافة العلاقات الاقتصادية والفنون والعلم والدين.

كان العالم ليفي ستروس على معرفة جيدة بكافة أعمال زملائه الأمريكيين، فقد أقام لفترة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها من عام 1941م إلى عام 1947، وقد عملت على التشبع بأعمال الأنثروبولوجيا الثقافية، وخاصة ما كان منها للعالم بواس والعالم كروير.

اقتبس العالم ليفي ستروس أربعة أفكار جوهرية من العالم روث بينيدكت، أولها أن كل الثقافات تتحد في نموذج خاص بها، وثانيها أن الأنماط الثقافية الممكنة معدودة، وثالثها أن دراسة المجتمعات البدائية، هي أفضل طريقة لتحديد الترابطات الممكنة بين العناصر الثقافية، وآخرها أنه يمكن دراسة هذه الترابطات في حد ذاتها، في خاصية الاستقلال عن الأفراد المنتميين إلى المجموعة التي تبقى هذه الترابطات بالنسبة إليها لاواعية.

إن مجموعة عادات شعب ما تعتبر مطبوعة دوماً بأسلوب معين، وهي تشكل أنساقاُ معينة، كما أن العالم ليفي ستروس كان مقتنعاً أن هذه الأنساق لا توجد إلا بعدد غبر محدود، كما أن كافة الأفراد في أحلامهم وأمورهم الثقافية لا يختلفون عن بعضهم، لكنهم يقتصرون على اختيار ترابطات معينة ضمن سجل ثقافي ذو طابع مثالي، التي من الممكن إعادة بنائه.

كيفية عملية الجرد للعادات الملحوظة لدى العالم ليفي ستروس:

كذلك يجب على كافة الأفراد قيامهم بعملية الجرد لجميع العادات الملحوظة، إضافة لذلك أن العالم قد ورث فكر علماء الأنثروبولوجيا الثقافة الأمريكيين فإنه يتباين معه، مع محاولته تجاوز كافة أمور المقاربة التخصيصية للثقافات.

كان طموح أنثروبولوجية العالم ليفي ستروس البنيوية، رصد الثوابت الثقافية وقيامه بوضعها في سجلها الخاص بها، أي تلك المواد الثقافية المتماثلة إلى الثقافات الأخرى ذات البُعد المحدود.


شارك المقالة: